عن الرواية: رواية #عماني_في_جيش_موسوليني

أحمد الحراصي

عن الرواية: رواية #عماني_في_جيش_موسوليني
#ماجد_شيخان ١/٦

في الغالب أنا لا أكتب إلا عندما أجد موضوعا يستحق الكتابة عنه وها أنا اليوم أعود لأكتب عن بضع كلمات للرواية التي نالت استحسان الكثير من القراء ومقتني الكتب رواية عماني في جيش موسوليني للكاتب الذي لا يوحي أن هذه الرواية الجميلة روايته الأولى بل هو أبعد من أن يكون مبتدئ.. كاتب متمكن وله باع كبير وهو بحر في الكتابة و مكنوناته أصداف الكتابة التي يبحث عنها الغواص.

تبدأ الرواية بالإهداء الجميل الذي يستهله ماجد لأمه وأبيه في حين أن لهما دور في تحفيزه على أن يكون شخصا مميزا مختلفا عن الآخرين فهو بكل تأكيد حقق حلمهما وأنه فعلا شخصا لا يستهان به رجل يعرف كيف يزن الكلمات ويوظفها بالطريقة التي يجب أن تكون حيث لا ملل ولا كلل بأن تكمل مسير رواية رواحها أكثر من أسبوع لتقتصرها بيومين. إنها الصيغة الأدبية للكاتب والطريقة الغربية الرائعة خاصة عندما تختلط بالأدب العربي. ثم يتابع ماجد الإهداء لشخص البطل.. إليك أنت لك أنت وحدك يا خلف! لتبدأ مسيرة ومغامرة بطل بكلمات اهداء بسيطة في حقه لكنها استحقت أن تكون في المقدمة كي تبدأ مسيرة بطل مغامر من الغيل إلى صور ومطرح ثم إلى الصومال فمن يكون خلف ولماذا استحق رواية أكاد أجزم أنها تصدرت روايات معرض الكتاب.. جميلة هي عندما عنونتها بهية بغلافها وصريحة في اهداءها حتى أن تقول قبل أنت تبدأ إنها نصف رواية للبطل بل هي رواية بأكملها بتفاصيلها الدقيقة.

لم يكن خلف إلا شخصا وحيدا بعد وفاة والده مع أمه لكن عمه حمد أصر على كفالته واستقبله وكأنه أحد أبناءه..لكن شخصا مثل خلف بروحه التي اتسمت بالمغامرة والطموح لا يمكن لها أن تصمد لأوقات طويلة في مكان واحد… رحل خلف من الغيل مع أخواله سيف وعلي إلى صور وقبل وصولهم للمكان المقصود وفي ليلة من الليالي ليالي الشتاء البارده فلا يوجد هناك من يجلب الدفء إلا تلك النار التي قاربت بالإنطفاء مثل ما يراها خلف فيذهب بحثا عن الحطب في مكان ما قريب لكن فجأة يسمع صوتا يهز وجدانه وثقته بنفسه يخاف قليلا فيقرر الرجوع ليخبر أخواله لكن ربما هي ضوضاء الليل وهيجانه ومع تزايد الصوت يقرر أن يرجع لهما ويخبرهما بما سمع.. لم يصدقوه من الوهلة الأولى لكن إصراره في الكشف عن الصوت جعلهما يرافقانه ليسمعا ما سمعه ليتجه الصوت إلى وادي ينطلق من حفرة ليست بالعميقه لكن يوجد به فتاة لا تستطيع الخروج بساقها الملتوي في العمق..

إنها إيمان ابنة النوخذة محمد… الفتاة التي سرعان ما أخذ خلف يميل إليها طالما أنه أصبح منقذها الوحيد الذي استطاع انقاذها من تلك الحفرة.
أثناء وصولهم إلى صور كان الجميع باستقبالهم بحل وترحاب حتى أنهم لم يشعروا بأنهم أغراب وبينما هم في المجلس إذا بابن النوخذة المسمى أحمد يستقطع حديث المجلس ليخبر أبيه النوخذة أنه في غيابه أتى مرسول من شخص يدعى ارنالدو اولونزو الكاتب الإيطالي والذي لم يستطع أحمد أن يتذكر اسمه لصعوبته لكنه أجادها بعد محاولات عديدة ليفرح قلب أبيه بهذا الخبر فهذا هو صديقه القديم ثم يسلمه الرسالة كان جل محتواها أنه أنا ارنالدو وأن جل ما في الأمر أنني أريد إخبارك بأنني قادم إلى عمان لزيارة مصنع السفن وسنلتقي بعد سنة من ساعة قراءتك للرسالة في ميناء مطرح.

استقر به الحال إلى صور وشاءت الأقدار أن يرحل أخواله للعودة إلى الغيل مجددا لكنه يرفض أن يعود وتعود أحلامه التي رسمها بمخيلته ليقابل أحمد ابن النوخذة ويعده بأنه سيظل طالما أراد أن يضل في حين أنه سيصبح صهره القادم من أخته إيمان… استبشر خلف بالحياة الجديدة التي من الممكن أن تغير حياته فهو صهر نوخذة يجوب البحار والمحيطات في سبيل التجارة التي كانت تدور في مخيلة خلف أن يصبح تاجرا يوما ما مدججا بالثروة.

بعد شهور وقعت حادثة قتل رفيق حياته وصهره القادم أحمد لم يكن المشتبه به إلا هو خلف نفسه على حد قول خميس ابن عم أحمد وشهد شاهد من أهل القرية مسلم بأنه راهما فعلا الليلة الماضية وهما معا.. هنا لم يكن للنوخذة أن يجد حلا إلا أن يزج بخلف في غياهيب السجن.. لم يستطع خلف أن يدافع عن نفسه كونه في وضع لا يسمح له بالتكلم فرفيق حياته قد توفى وهذا هو عمه القادم يزجره ويشيح بوجهه بعيدا عنه… بات ليلته تلك في السجن يفكر في عاقبة هذا الأمر وانه واقع في مقصلة الإعدام لا محالة وأنه كل ما كان يطمح فيه قد ذهب هباءا منثورا وكيف هي إيمان شريكته القادمة هل تصدق هذا مثلهم على أنه قاتل أخيها!!! وتمنى حينها أن لو ذهب برفقة أخواله للغيل لكان أفضل من أن يتهم زورا.

في الجانب الآخر إيمان تتمنى أن لا يكون خلف وراء هذه الجريمة وأنه شخص لا يمكن أن يفعلها لكن تتغلب عليها المشاعر أحيانا أخرى كما لو انهاث تمنت بأن تنشق الأرض وتبتلعه.

بينما هناك النوخذة محمد كان واعيا ويفكر بطريقته المتزنة التي تعرف أن خلف شخص نبيل لا يمكن أن يفعلها ولكن من الذي يمكن أن يفعل أمرا شنيعا مثل هذا لتتضح له خيوط الجريمة ويقرر أن يجتمع بالناس في مجلس البلدة ويستدعي بالوجود خلف الذي سرعان ما تراه يفكر بخوف من ظلم قد يحل به. هو يعرف جيدا أن حياته مهمه وأنه لا يريد أن يعدم في سبيل جريمة لم يفعلها ولا يريد أن يكتب اسمه في التاريخ أن رجلا جاء من أعالي الجبال طمعا بأموال أهل الساحل وقتل ابن صهره.. لا يريد أن تمشي الأمور هكذا.. يريدها فقط أن تستبين ويفهم الناس أن شخصا عزيزا مثل خلف لا يفعل شيئا كهذا هو فقط يخاف هذا ليس إلا وما أكثر أن تخافه أنت حين تترك جثة معلقة في مقصلة الإعدام غير أنك برئ ولكن من يعلم غيرك؟؟؟ هل ستترك تاريخك يتدمر بفعل فاعل لا يفكر إلا في نفسه.

يجتمع النوخذة محمد بأعيان البلدة حيث هناك بالجانب منه خميس ابن أخيه سالم فطلب من خلف الجلوس معهم.. خلف الذي يمشي كاسفا منتكس النظرة خجلا من أهل القرية… يطلب النوخذة منه أن يرفع رأسه فيبتعد خميس معترضا ويهم بالنهوض كونه يترفع عن أن يجلس بجانب قاتل ابن عمه لكن العم نفسه يتشبث به ويغرز ظفره في لحم ذراعه متجاهلا صراخه وتوسلاته للتوقف عن ما يفعله حتى قفز سالم ناقذا ابنه من أخيه نهره وقال مالك تفعل بابني هكذا لكن الإجابة من النوخذة محمد أصبحت مبدئيا مفهومة قائلا هل آلمك ظفري أم أنك لا تتذكر ما فعلته بولدي أحمد بعدما طعنته بخنجرك وهو ابن عمك من لحمك ودمك!!!!
يكشف بعد أبيه سالم المستور من جسمه بملابسه لتتضح ملابسات الجريمة من جراح وخدوش تدل على أنهم تعاركا..اكمل الأمر بضربه ولكمه متجاهلا أنه ابنه بين حضور الجماعة.. لم يدافع خميس عن نفسه غير أنه أفصح عن فعلته وانهق فعل ذلك بقصد قتل خلف ذلك الشخص الذي بات يكرهه فمنذ وصوله وهو يسيطر على قلب عمه وابنته التي يحبها هو وابن عمه صار أعز أصدقاءه.. كيف لشخص غريب أن يكون بهذا المستوى وأن يكون محل ترحاب مع عمه ليزوجه ابنته التي احبهاق منذ الطفولة فأي عدل هذا يجعله شخصا لا مثيل له بينهم… ظل خلف صامتا متفاجئا من الموقف ومن ما تسمعه أذناه وهو يبكي على صديقه ويبكي على قدره يبكي فرحا أنه لم يكن ضحية القتل لكن يبكي هما وحزنا أن ضحيته كانت في صديقه أحمد …. لكن هكذا هو خلف لا ينسى أصدقاءه يتزوج إيمان وينجب منها ابنا وحيدا ليسميه أحمد تيمنا بصديقه.
للرواية بقية ،،،،،