إخواني ؛ أوقفوا هذه المهزلة فإنها انتحار
بقلم ✍️ : راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
———————————
نسمع عن قصصاً تدمي النفس والقلب والعين ونعتصر ألماً لها ولفقدان شخوص في هذه الجائحة القاتلة والتي لا علاج ناجع لها سوى التباعد المجتمعي والحجر المنزلي واستخدام التدابير الوقائية في حالة الضرورة القصوى عند الخروج أو التعامل مع مختلف الإحتياجات خارج المنزل .
الحكومة اجتهدت في فرض كل التدابير الوقائية التي يمكنها الحد من انتشار المرض وجندت جميع إمكانياتها في سبيل ذلك وصرفت ملايين الريالات لدعم جهود التصدي لهذه الجائحة وراهنت على المواطن والمقيم على هذه الأرض الطيبة .
وسائل الإعلام العمانية وبرامج التواصل والصحفيين والكتاب أوصلوا بجهودهم الرسالة التوعوية عن الوباء ومخاطره وساهموا في إعداد البرامج والتمثيليات والمقاطع التي تعين على معرفة كل شيء عن المرض ومخاطره وطرق الوقاية منه .
لكن ظهرت الكثير من الممارسات الخطرة والتي ساهمت في انتشار الوباء وزيادة عدد المصابين هذا الإستهتار وهذه المهزلة أبطالها شخوص تناسوا مجتمعهم وأهلهم تناسوا صغيرهم وكبيرهم وضربوا بجميع التعليمات الوقائية والإرشادية عرض الحائط عاشوا لحظاتهم كما أرادوا من غير قيود ومأخذ منهم من ندم ومنهم من لا زال على طيشه وغفلته خطر على مجتمعة .
المصيبة الكبرى نرى أسر بأكملها قد أعمتها الحقيقة بأن تلك الممارسات إنتحار فاجتمعت وتجمعت على إفطار صائم أو عرس أو رمسة ليلية أو زيارات عائلية بين الأهل والأصدقاء .
ومنهم من يأخذ عائلته كاملة لشراء احتياجات البيت دون الحذر من مخاطر الأوبئة وتناقلها السريع بين البشر .
بالأمس القريب لم تعلن اللجنة العليا بحمد الله أي حظر في محافظات السلطنة مع قرب أيام العيد وراهنت عليكم والأخوة المقيمين في نجاح الحد من انتشار المرض …. فهل أنتم على الوعد قائمون
ومع اقتراب أيام عيد الفطر المبارك يقترب الخطر الذي يترصد بنا في الإختلاط وعدم الإلتزام من خلال تبادل التهاني بين الأسر والأهل والتجمع بأعداد كبيرة ليحصد المزيد من الضحايا ويقتلنا الأسى والندم يوم لا ينفع الندم .
اليوم أوجه دعوة صادقة بعد ما علمت عن عدد من الشخوص والعوائل والأصدقاء يتجمعون بأعداد كبيرة ويتناسون كل المخاطر المحدقة بهم ومجتمعاتهم بدون مبالاة ولا استحضار لنتائج ذلك .
أقولها بقوة وبدون زعل : إخوتي أوقفوا هذه المهزلة فهي إنتحار للمجتمع بأسره فقد بدأت عمان تنزف أبنائها واحدًا تلو الأخر فبجهودكم وتكاتفكم وصبركم واتباع التعليمات بحذافيرها سننقذ عمان من هذا الوباء وسينزل العدد ويتقلص بإذن الله .
العيد قادم ونأمل ألا نسمع عن تجاوزات من الجميع مواطنين ومقيمين وأن يكون عيد خيرٍ وبِشر برفع الغمة وانقشاعها ونعود لأحبائنا وأصدقاؤنا في مودة ومحبة وجمع ٍمبارك .
حفظ الله عمان وقائدها وشعبها والعالم من شر الأوبئة ورفع الغمة عاجلاً غير آجل برحمته فهو أرحم الراحمين.
ختاماً إخواني ؛ أوقفوا هذه المهزلة فإنها انتحار .
سلمكم الله وكل عام والجميع بخير .
# سناو
الخميس : ٢٧-٩- ١٤٤١ للهجرة
الموافق : ٢١ -٥-٢٠٢٠ للميلاد