راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
هو مرض عضال ساد العالمَ وأصبح الشغلَ الشاغل للجميع سواء كان بفعل فاعل أو فيروس نشاء بفطرة ربانية فهو كله بقدرة الله عز وجل وتدبيره.
اليوم فاجئ العالم بسرعة إنتشاره وعدم وجود علاج ناجع له أو مصل لمقاومته
رأى فيه الكثيرون شراً وسخطاً من الله لما وصل إليه العالم من فجور وإنحطاط أخلاقي وإنساني ورأى فيه كثير من الناس مؤامرة لتغيير السيادة الإنسانية على الخليقة وكذلك عراك من أجل السلطة ومن يتحكم بالأرض بدون إدراك أن للكون ملكً ومدبر .
الوباء سوف يغير العالم حتماً بعد مروره وسيمضي كما مضى الأخرون فرحمة ربنا وقدرته فوق كل شيء .
الوباء آفة عظيمة ستخلف خيراً كثيراً بإذن الله أولهما عودة كل شيء لفطرته التي فطر عليها فغدا ستفتح صفحات جديدة مع بني البشر وستطوى صفحات قديمة مارست شتى أنواع الظلم والبشاعة مع الجميع من إضطهاد وظلم وقتل وحروب وفتن وفجور ومعاصٍ بلغت بها الحال إلى تحدي قدرة الله وأوامره ونواهيه .
ثانيهما : عودة المؤمن إلى ربه وتأصل إيمانه بما رأى من آيات ربه وبأنه لا منجى سوى رحمته وفضله .
ثالثهما : رضوخ الجبابره لآيات الله في خلقه بأنه لا غالب لأمر الله من خلال فيروس لا يرى ولا يحس ولا يشم ولا يدرك قهر جميع من إدعى الكمال وأدمن على المعاصي والآثام يرتكبها جهاراً نهاراً وأفئدة المؤمنين تتقطع وتنبيء بوقوع الكوارث والمحن وهم في غيهم يعمهون .
رابعهما : سبيل هداية للعالمين لأنها نذير لنا جميعاً فكم أسلمت من أمم في هذه الجائحة وكم من عاصً عاد لرشده وتاب وأناب وكم من مفكر غاص في ملكوت الله وعظمته .
خامسهما : رحمة للعباد وغسلا لأدرانهم وثباتا لنهج الله القويم وإعتدالاً في منهج الحق وطهارة للعالمين أجمعين.
ستذهب كرونا وستغير العالم بإذن الله للأفضل وستفتح صفحات جديدة لحياة سعيدة يقدر الإنسان فيها أخوه الإنسان ولتمحو الكرونا أمية العالم في جهل الأخ لأخيه من ظلم وطغيان وليلتفت الجميع لبناء العالم وتعميره على الوجه القويم …..
فعسى القادم أفضل والأمر أوله وآخره بيد الله سبحانه وتعالى .
فكرونا غيرت العالم للأبد فما كان قبل كرونا سيختلف تماما عن ما بعدها
فلكل مقام مقال ولكل زمان صفاته وجوانبه وهذا العهد عهد كرونا فعسى تمضي الحال للأفضل بإذن الله لعمان وشعبها وشعوب العالمين .
رفع الله هذا الوباء عاجلاً غير أجل عن بلادنا وسائر البلاد أجمعين .
اللهم آمين
