خذوا بالأسباب، كفاكم استهتارا
راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
مع جائحة كورونا وهذا البلاء العظيم على البشرية الذي لم يجد العالم له حتى اليوم علاجاً ناجعاً، ومع إهتمام الدول بوقاية شعوبهم من هذا الخطر العظيم الذي غزا العالم بشره وآفته التي فتكت بشعوب الأرض .
جندت السلطنة كل إمكانياتها وسخرت طاقاتها من أجل حماية المواطن والمقيم عبر عدد من الإجراءات والتدابير التي قامت بها بالإضافة إلى تسخير المستشفيات وطواقمها الطبية لمكافحة هذه الجائحة وتقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى .
إن من أهم طرق الوقاية هو التباعد المجتمعي بكل أشكاله والبقاء في البيت مع الأسرة والخروج للضرورة القصوى والحاجة الملحة فقط .
بهذا السبب الذي يجب أن يكون مبداء كل منا سنصل لنهاية الطريق السعيد فبالأخذ بالأسباب ستنجو القافلة ونحد من أثار الفيروس اللعين وسرعة انتشاره.
فما يحدث حولنا من البعض هو استهتار بأرواح الناس من خلال مساهمته في نشر الفيروس بتصرفاته وعدم مبالاته بالعواقب الوخيمة على أسرته ومجتمعه فكم من قصص مؤلمة سمعنا عنها من خلال عدم الأخذ بالأسباب فأمانة الشخص وخوفه على بيته ومجتمعه يحتمان عليه الانصياع للتدابير والتعليمات بحذافيرها والبعد عن كل ما يؤدي إلى نقل العدوى والتعرض لها .
فبعضهم يرد عليك بآيات بينات لا يعرف معانيها وضعت للآخذين بالأسباب المتوكلين على الله :
(( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ))
وهو على عكس ذلك ضارب بكل التعليمات عرض الحائط من أجل إرضاء نفسه ونزواته بدون حساب لعواقب أفعاله الخطرة على مجتمعه وهو الذي تنطبق عليه غيرها من الآيات الكريمة :
((وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ))
هكذا وصف القرأن بعض الناس بأنهم يلقون بأنفسهم إلى التهلكة بأفعالهم السيئة .
فالدين والأخلاق والإنسانية كلها تخاطبكم بلغة العقل والمنطق تدبروا في الأمر فهو جد خطير وخذوا بالأسباب وحصنوا أنفسكم بمنع الاختلاط واتقوا الله في بلادكم واتقوا الله في أهلكم وذويكم .
الحياة ستعود بجهودكم واتباعكم لتعليمات السلامة والوقاية من أجلكم ومن أجل عمان قاطبة نناشدكم إخوتي كفى استهتارًا، فلكم إخوة ملتزمون في بيوتهم يتوقون للحرية في أداء أعمالهم وممارسة حياتهم ولكم إخوة توقفت أرزاقهم ولكم إخوة يسهرون ليل نهار من أجل سلامتكم ولكم إخوة جندوا أنفسهم في المستشفيات لراحتكم وضحوا بأسرهم وأولادهم لأجلكم …….
الله الله الله خذوا بالأسباب وإلتزموا بيوتكم وأحموا أهليكم وقوهم شر المرض وخطره .
فاستهتاركم مصيبة ووبال على عمان بأسرها فلا تكن معول هدم وكن معول بناء وصلاح لوطنك وأهلك .
(( خذوا بالأسباب وسنعبر الخطر وكفاكم لعباً واستهتارًا فما نراه اليوم من سلوكيات غير مرغوب فيها يجب اختفاءها )}
حفظ الله عمان وقائدها وشعبها من شر الفتن والأمراض والمحن ورفع مجدها
ورفع عنها هذا البلاء وعن العالم أجمع في شهره الفضيل.