“أطفالنا والقرنقشوه”
بقلم : بدرية السيابية
شاهدت طفلتي وهي تجهز ملابسها الجميلة ذات الرسوم والورود المتناسقة مع الألوان الرائعة بين الزهري والأحمر ألوان تسر النظر إليها،،، مع حقيبة قماش متوسطة الحجم مطبوعة الصور فيها وكلمة ذات خط عريض متعرجة الكتابة مكتوبة عليها “قرنقشوة” كانت مخبأة لهذا اليوم “قرنقشوة” فرحتها لا توصف وكنت أنظر إليها وهي تستعد لقضاء ليلة النصف من شهر رمضان في التجوال من منزل إلى منزل وتمتلي حقيبتها من الهدايا والحلويات ما أجمل هذا الإحساس لدى الأطفال والأجمل مشاركتهم فرحتهم بملابسهم وبكلماتهم المعهودة ” قرنقشوة يوناس عطوني شوي حلوى دوس دوس في المندوس….. “.
إقتربت من طفلتي ذات الوجه المبتسم والفرحة غطت على ملامحها لم أستطيع التفوه بكلمة واحدة وأخذت نفسا عميقا حتى حدثتها وقلت لها : يا ابنتي سيكون القرنقشوة هذه السنة في بيتنا بأجواء قد خططنا له بكل فرح دون الخروج من المنزل وستكوني سعيدة بصحبتنا بعيداً عن أصدقاءك الصغار ، بعيداً عن مخالطتهم ، لن تقرعي باب الجيران والأهل هذه المرة سنكون سوياً معاً مع عائلتك التي تخاف عليك من كل سوء .
فرحتهم غير هذه السنة ستكون محصورة بين الأهل فقط ممن يجمعهم سقف واحد محافظين على التباعد الاجتماعي ولا يمنع يعيشون أجواء المنتصف من شهر الرحمة والغفران بطريقة مختلفة عمل فعاليات كالمسابقات الدينية والثقافية وغيرها من الفعاليات مع توزيع جوائز محفزة لكل مشارك من العائلة ،، مع خلق جو جميل مع كل طفل وتوزيع الحلويات بأشكالها الجميلة حتى لا تحزن قلوبهم الصغيرة وتعيد البسمة على شفاههم .
ونحرص دائماً على تعليم أبناءنا على ما نحن فيه مع هذا الوباء الفتاك الذي لا يرحم صغيراً ولا كبيراً ، وأن لابد من التباعد الاجتماعي قدر الإمكان وعدم المخالطة فقد تتزايد الأعداد كل يوم والقلب يحزن ما نحن عليه الآن من مصابين وتزايد الوفيات .
اجعلوا أطفالكم بين أحضانكم واحتفلوا بقرنقشوه بينكم وأنتم سعداء تنظرون إليهم والجميع يلتزم ويتقيد بتعليمات اللجنة العليا ، وأدعوا الله أن يزول هذا الوباء وتعود الحياة كما كانت .