العزيز فيصل القاسم
منى بنت سالم المعولية
يبدو أنك قد ضللت الطريق أو ربما صادفت حساباتك رقماً صعباً ما كان يجب أن تهز له ركنا؛ فلربما سقطت من أعالي الشجرة التي تعتليها إلى جذوز قد تحطمك وتؤلمك..
لست أعلم ما المغزى من وضعك لصورة جلالة السلطان الراحل، والذي لا أخفيك قولاً عنه إنه والد الفلسطينيين الشرفاء أيضا .
قضية فلسطين التي تتراقصون على جثتها من فوق منابر الفتنة وتتشدقون بالقومية العربية من خلال التأليب والتحريض والتخريف وتقسمون بالإخلاص والأبدية، ثم تعودون مع الشركاء الأعداء تشربون نخب ارتياحكم.
أما قابوس السلام فكانت أفعاله هي لسانه، وبقت فلسطين تشغله كما لم ينشغل بمرضه، في حين كنتم أنتم تخرجون من جحوركم للكلأ والترزق وبث المسخرات من خلال ضرب زيد بعمر ثم لطم عمر بنفسه، فاجتهادكم واضح جداً مؤخراً في قلب القلوب المتقلبة العربية، ولن أسهب أو أطنب في الدفاع عنه، فالسلطان الراحل قد أسهب وأطنب التاريخ عنه بما يكفي وسلطنة عُمان التي شهد لها العالم بمواقفها الإنسانية حتى مع عدوها، قد يحتاج الأمر إلى مجلدات لتفنيده.
إستخدامك هذه الصورة لزرع الفتن والقلاقل وكأنك تريد أن تضع مادة خام لتعكس التاريخ وتزوره..
لا تتعب نفسك كثيراً فذلك لن يجدي نفعاً ولن يحرك عقول هذا الجيل والأجيال القادمة، لأنك ببساطة لا يمكنك محاكمة الموقف السياسي الذي تنتهجه عُمان في هذا الوقت، بل سيأتي جيل ما بعدك ويستبعد الأخطاء والمبالغات والانفعالات غير الموضوعية وسيرون لُب الحقيقة.
أنت في الضوء لا ترى الأشياء بوضوح كمن هو في الظل..
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، كنت أتمنى لو أنك أكثر صدقاً في حل قضيتك الوطنية الأولى، لأنني من تربة أصيلة يقول دائماً أهلها بالعامية ” بو ما فيه خير حال أهله ما بيكون فيه خير للناس”
لكنها نصيحة لك تشربتها من تجربة من سبقك، لكل أداة تاريخ افتراضي
احلال فانحلال فانتهاء، فاحذر أن يختطف عمرك الغرور وتجد نفسك حيث لم تتوقع، فلا شيئا أجمل من أحضان الوطن وبائع الأوطان مع المبادئ على الدوم خاسر .
خليك في الإتجاه المشاكس وانتبه على جبينك من أحذية المأجورين .