الثلاثاء: 01 أبريل 2025م - العدد رقم 2507
Adsense
مقالات صحفية

فقيدنا الراحل مفتاح بن راشد الهنداسي .. ومسيرته في سطور

 سعيد بن خميس الهنداسي

مفتاح بن راشد الهنداسي يعتبر أول رئيس ارتبط اسمه بتكوين فريق كرة القدم في الستينات من القرن الماضي للمغتربين من أهل الغليل في مملكة البحرين وفي دولة الإمارات.

ساهم في المجال الإداري والتدريب والتحكيم لفترة طويلة حتى عشرينات القرن الحالي، ترأس عدة لجان لمجموعات بطولات نادي السويق الرياضي، وترأس لجان لمجموعات بطولات فريق الغليل الرياضي خلال الدورات الرمضانية والأعياد.

  مما لا شك فيه، أن الظروف المعيشية قد اجبرت بعض العمانيين على الغربة وبما فيهم أهل الغليل أيضا وذلك للبحث عن مصادر رزق تؤمن لهم توفير سبل العيش الكريم  لأسرهم، وبحكم تواجد غالبيتهم بمملكة البحرين في فترة الستينات من القرن الماضي فقد كانوا في البدايات يقضون أوقات فراغهم بدون تنظيم واللقاءات تكون على فترات بعيدة، إلا أنه مع الوقت صارت الحاجة ملحة لإمكانية الاستفادة من قضاء وقت فراغهم الكبير بشكل منظم، ومن خلال جهودهم وتعاونهم وحاجتهم في خلق جو من الألفة والمحبة بينهم ومعرفة أخبار بعضهم البعض، فقد سعوا لإيجاد طرق للترفيه عن النفس بعد عناء العمل الشاق، حيث كانت بعض التجمعات واللقاءات أسبوعية بالنسبة للذين يعملون في مناطق بعيدة، بينما بعض اللقاءات كانت يومية للذين يعملون في مناطق قريبة من منطقة الرفاع، وبحكم تواجدهم اليومي فقد قاموا بترتيب جلسات ترفيهية في فترة المساء، ومنها ما تختص بالأنشطة الرياضية.

ومن بين الذين سعوا في تنظيم عملية النشاط الرياضي وتأسيس فريق لكرة القدم هو الفاضل/ مفتاح بن راشد الهنداسي رحمة الله عليه، حيث تحدث لي قبل عامين، كما تحدث ايضا الفاضل/صالح بن عبدالله خادوم الهنداسي، والفاضل/خميس بن خليفة الهنداسي رحمة الله عليه، وجميل بن مصبح الهنداسي وآخرين على أنهم بشكل غير رسمي كانت لهم تجمعات يتخللها تمارين وتقسيمات خلال فترة  الستينات من القرن الماضي، إلا أن بدايات تشكيل الفريق الرياضي فعلياً تعود إلى عام 1970م وقد أطلق على الفريق أكثر من اسم قبل الاتفاق على تسميته بالزمالك، وكان الملعب عند بيت القصيبي بالرفاع، ثم انتقل إلى الحنينية قرب ملعب نادي الرفاع، بينما اللاعبون وصل عددهم قرابة (40) لاعبًا أغلبهم من الغليل، وبعضهم من مناطق مختلفة بالسلطنة وبعضهم من البحرين، وبالنسبة لرسوم الاشتراك الشهرية كانت خمس روبيات، وتوالى على تدريب الفريق عدة أسماء، وكان أشهرهم المدرب عتيق، الذي كان يتقاضى راتبًا شهريًا قدره خمسين روبية، وقد لعب الفريق مباريات ودية عديدة مع فرق كثيرة منها: فرق الجاليات العمانية، وفرق من مختلف مناطق البحرين، وقام الفريق بالمشاركة ببعض البطولات التي كان ينظمها أبناء البحرين، ومن خلال مشاركات الفريق فقد حصل على المركز الرابع في أول بطولة يشارك فيها، وبعدها حقق بطولة الجاليات، واستمر الفريق بنفس الحماس والقوة حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي تقريباً.

   ومن ضمن اللاعبين الذين شاركوا في تلك الفترة نذكر منهم: صالح بن عبدالله خادوم الهنداسي، سعيد بن عبدالله خادوم الهنداسي، محمد بن خادوم الهنداسي، جمعه بن محمد الهنداسي الملقب ب(الضابط)، خميس بن عامر الهنداسي، وخميس بن راشد الهنداسي، وخميس بن خليفة الهنداسي، جميل بن عامر الهنداسي الملقب ب( مولر)، حمد بن مبارك الحجري، وسالم بن مبارك الحجري، وصالح بن جمعة الهنداسي، درويش بن عبيد السرحي، وجمعة بن هاشل الهنداسي، مصبح بن سعيد الهنداسي، جميل بن خميس الهنداسي، جمعة بن خليفة الهنداسي، راشد بن خميس الهنداسي، جمعة بن سالم البلوشي وآخرين، كما تزامن وجود بعض الناشئين مع الفريق والذين لم يسمح لهم صغر سنهم المشاركة مع الفريق الأول وهم : جميل بن مصبح الهنداسي، سيف بن سعيد الهنداسي، راشد بن خادوم الهنداسي، حمد بن خميس الهنداسي، خميس بن جميل الهنداسي، عبدالله بن جميل الهنداسي وآخرين.

وبعد إعلان الاتحاد بدولة الإمارات انتقل تباعاً إلى أبوظبي غالبية العمانيين وخاصة أهل الغليل الذين كانوا يعملون بدولة البحرين ، حيث توفرت لهم فرص عمل كثيرة ورواتب أفضل مما كانوا يتقاضونها، كما أنهم أصبحوا أقرب لعمان فبإمكانهم زيارة أهلهم كل شهر أو كل أسبوع بدلًا عن الانتظار لسنين، وبانتقالهم انتقل لاعبو الفريق إلى إمارة أبوظبي حيث نقلوا أنشطتهم، فعاد الفريق إلى التجمع من جديد وبمجموعة أكبر خاصة بعد عودة الفاضل/ مفتاح بن راشد الهنداسي رحمة الله عليه، الذي قاد الفريق في تجمعاته وتدريباته بحكم ما يمتلكه من الخبرة الفنية والإدارية والكاريزما التي يتميز بها حسه القيادي وشخصيته المؤثرة.

  وخلال الربع الأول من سبعينات القرن الماضي عادت الطيور المهاجرة إلى موطنها الأصلي، حيث ظهر فريق الغليل الرياضي بمنطقة الغليل، ولم يترك أبو سعيد الفريق وهو يدرك مدى حاجة أهله وأبناء بلدته لكل ما اكتسبه من علم ومعلومات وخبرات فكان عليه أن يعمل على تطبيق كل ذلك على الواقع، بل ساهم من خلال وجوده في المجال الإداري ومجال التدريب ثم التحكيم لفترة طويلة حتى عشرينات القرن الحالي، كما أنه ترأس عدة مرات لجان لمجموعات بطولات نادي السويق الرياضي، ولجان لمجموعات بطولات فريق الغليل الرياضي التي تقام خلال الدورات الرمضانية والأعياد.

   ومن خلال هذا التاريخ العريض والسيرة الطويلة الحافلة بالعمل الجاد والمغلف بالإخلاص والحب الكبير الذي قدمه أبو سعيد للغليل وأهلها ، هاهو اليوم يرحل بهدوء وقد اختار له ربه حسن الخاتمة في هذه الأيام المباركة، فرحمة الله عليك وروحٌ وريحان وجنة نعيم، فنسأل الله أن يكرمك بالفردوس الأعلى من الجنة وجزاك الله خيرا عما قدمته للغليل وأهلها بشكل خاص، وعن ولاية السويق بشكل عام، فقد فقدنا حس روحك الطاهرة بيننا، لكن سيظل ذكرك الطيّب عبر الزمان خالداً وسيبقى طيفك يا فقيدي حاضراً ومعطراً للأبد.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights