الغياب الجماعي للطلبة بحاجة لعلاج

يحيى بن سليمان الشكيلي
قُبيل إطلالة الأعياد وما أن تُعلن الإجازات للمناسبات الدينية أو فترة الاختبارات النهائية من كل عام يسبقها غياب جماعي للطلبة فتستمر معاناة المؤسسات التعليمية من الغياب الجماعي وبمختلف المراحل للصفوف، البعض منهم يذهب للمدرسة طوعاً والبعض يذهب خوفاً من العقاب وهو يدرك أنه سيواجهه إحراج بين زملائه من التوبيخ لحضوره كيف لا وقد اتفق الجميع بالعصيان فيما بينهم تجده يذهب ويجد عدد قليل في الصف يكاد وكأنه لم يحضر في ذلك اليوم، وهنا لا نعلم من يقف وراء هذا الغياب الجماعي، هل الطالب أم ولي الأمر أم المنظومة التعليمية ؟ومن ناحية أخرى نجد مدراء المدراس يواجهون غياب جماعي للطلبة فلا بد من التواصل مع أولياء الأمور عبر مجموعات التواصل الاجتماعي تتضمن رسائل تنبيهه البعض منها شديد اللهجة مفادها ضرورة حضور أبنائهم ويستمر الجدل بين مديري المدارس وأولياء الأمور بين الحضور والغياب ويطول النقاش منهم من يتقبل وجهات النظر ومنهم ينفرد برأيه دون معالجة هذه الظاهره وبتر أسبابها ويتضح لنا أنها سنوياً تتكرر وتقع مسؤوليتها على عاتق ولي الأمر وهذا ينطبق على أغلب المؤسسات التعليمية وكأنه منظم ومتفق عليه بينهم لا سيما في الأسبوع الأخير، ويعود هذا الحديث عام تلو الآخر وهذا ما يعيق المنظومة التعليمية لمواصلة المناهج الدراسية المجدولة فأصبحت حديث الشارع وقد تكون مقلقة مستقبلاً ولم نشهدها في الماضي وهذه إشكالية وظاهرة برزت بشكل واضح في السنوات الأخيرة بعد التغيرات التي شهدتها منظومة التعليم وأحد هذه الأمثلة التعليم عن بعد وعدم وجود بيئة مناسبة في المدرسة تشجعهم للحضور خاصة وأنه نظام دراسي مرهق وإننا بحاجة إلى تكثيف التوعية للطالب وولي الأمر بضرورة الالتزام الدراسي.
إن التعليم ليس مجرد حضور جسدي في المدرسة بل هو رحلة بناء معرفي وسلوكي تصنع شخصية الطالب وتحدد ملامح مستقبله، ومع ذلك أصبح الغياب الجماعي للطلبة ظاهرة لافتة تتكرر في أوقات محددة مثل ما يسبق الأعياد وقد يطرح تساؤلات عميقة حول أسباب هذه الظاهرة وأبعادها التربوية وتأثيرها على الأجيال القادمة فهل نحن أمام أزمة التزام أم أن الغياب رسالة غير مباشرة تعكس خللًا أعمق في المنظومة التعليمية والمجتمعية؟