2024
Adsense
مقالات صحفية

العلاقات… إلى أين؟

أحمد بن حمد الحضرمي

عندما تقوم علاقة شخص ما بشخص آخر يجب أن تقوم على قواعد وأسس مهمه كالإخلاص والوفاء وكتم الأسرار وحسن العشرة والإحسان والكثير من الأمور التي يجب أن تقوم عليها العلاقات الإيجابية السوية بين بني البشر، ومن الخطوات الأولى لتكوين علاقة إيجابية هي دراسة كل شخص للشخص الآخر دراسة مستوفية قبل كل شيء وهو أمر مهم جداً على الأقل بالنسبة لي، فالعلاقات ليست مجرد فضفضة عابرة أو عشوائية الإختيار فكل علاقة لها قداستها وأسرارها التي يجب أن تُصان، فكل علاقة سواء كانت عائلية أو أخوية أو مهما كانت مسمياتها لها طبيعتها، واستغرب شخصياً من علاقات عائلية أصبحت نهايتها في أروقة المحاكم، وأوامر الشريعة الإسلامية جاءت بالتشديد على صلة الرحم فهي سببٌ في نيل الاجر والثواب من الله تعالى، وكم من العلاقات الأخوية التي إنهارت في لمح البصر بين عشية وضحاها، فأصبحت أسرار تلك العلاقه كالماء يشربه كل من هب ودب على الأرض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلاقات صداقة أصبحت أخبارها كالفُتات يقتات به الصالح والطالح، وعلاقات حُب أصبحت أسرارها مكشوفة في لحضة زعل أو فِراق بين فلان وفلان عَلِم بها أهل الحي والمدينة، والسؤال الذي يطرح نفسه في مثل هكذا مواقف هل أصبحنا في زمن لا يعترف بخصوصية العلاقات وإحترام أسرارها؟ إنه لأمر عجيب وغريب يصادم الطبيعة البشرية السوية وتعاليم ديننا الحنيف، فكيف لشخص لم يمضي على معرفته بشخص آخر أيام معدودة يقوم بفتح كل ملفاته وعلاقاته وأسراره الخاصه والعائلية أمام شخص آخر بالكاد يعرف اسمه وقبيلته!! بحجة “والله ارتحت له” أيها الإخوة إن كل علاقة غير مبنية على الثقة والإحترام المتبادل لاأرى بأنها ترقى إلى أن تكون علاقة إيجابية، قال تعالى: “ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون” صدق الله العظيم، يعلمنا الله سبحانه هنا أخلاقيات مهمة جداً منها الإحترام والنهي عن الإحتقار والإستهزاء وإلصاق العيوب بالآخرين من أجل السخرية بهم، وفي سورة النور أيضاً تم تنظيم الكثير من السلوك الإجتماعي وأخذ الحديث عن ذلك جانبًا كبيرًا، ولايمكن لبحث أو مقال أن يستوعب موضوع الأخلاق في القرآن ولكن على الإنسان أن لايهمل هذا الأمر لما له من أهمية كبرى في تكوين العلاقات الإيجابية فكل ماينقصنا هو الإطلاع والمعرفة فهناك قواعد كثيرة لتحسين العلاقات الإنسانية ووجوب إحترامها، ومبادئ للعلاقات العامة يجب البحث عنها وقراءتها بإستفاضة وتأني، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجرات: “يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه..” صدق الله العظيم، فكل علاقة تُفتح أمامك أيها القارئ العزيز بتفاصيلها وأسرارها هي أمانه سوف تُسأل عنها، قال تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) صدق الله العظيم فكل الحذر من بث أسرارك وأخطاءك أو حديث اأتمنك عليه صديق أو عزيزٌ عليك أمام أي شخص فسوف يأتي لك يوم تنسى وتتوب عن كل ذنب ولكن البشر لاتنسى ولاتغفر فاتقوا الله في أنفسكم وفيمن وثق بكم وجعلكم سنداً وعوناً له في هذه الحياة.

أحمد بن حمد الحضرمي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights