في زمن الكورونا أحسنوا التدبير
بقلم :راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
ما أن بدأت أزمة كرونا تلقي بظلالها على العالم أجمع حتى تأزمت الناس مع تأزم إقتصاديات معظم الدول .
ونحن في سلطنة عمان ولله الحمد موقفنا متماسك وجيد مقارنة بدول أخرى إنهارت في كل المجالات .
ومع التدابير التي إتخذتها الحكومة والإجراءات الإحترازية في الحد من تأثيرات هذه الجائحة الكونية إنكشفت العديد من الممارسات الصحية السليمة التي يجب إتباعها في حياتنا اليومية وأقصد بالصحية أي التصرفات القويمة لبعض الشخوص وخاصة جانب التدبير المالي لأسرهم والتوزيع المنطقي للدخل .
ومع إقتراب نهاية الشهر وإستلام الراتب الشهري لأرباب الأسر وجدت أنه من المناسب الحديث عن جانب التدبير المالي لرب الأسرة خاصة اذا كان الراتب كبيراً .
حيث نجد أن الكثير من الناس يعانون من ضيق الديون البنكية والإعتيادية اليوم وهم ليسوا بحاجة ملحة لذلك الدين سابقًا لكن مدنية العصر والتسابق لشراء الكماليات دون التخطيط المستقبلي كلً حسب موارده وعدم وجود خطة إدخار مالي للأسرة كل ذلك ساهم في تفاقم الأزمات المالية لبعض الأسر .
ومع أزمة كرونا ظهر جلياً ضرورة التدبير المالي وتوزيع الدخل للأهم ثم المهم ثم المتطلبات العادية وكذلك أهمية الإستفادة من هذه الأزمة في التخطيط المستقبلي . وهنا في السلطنة تم توفير جميع المواد الغذائية الأساسية وغير الأساسية بحمد الله فلا داعي للقلق والحمى الشرائية التي ترهق ميزانية الأسرة .
ومع الاستعداد لشهر رمضان المبارك تكثر الطلبات والقوة الشرائية للأسرة والتي في كثير من الأحيان مبالغ فيها فنجد أرفف المطابخ قد أمتلأت بصنوف المواد الغذائية بكميات كبيرة وكل ذلك من ميزانية الأسرة وسوء التدبير المالي .
الإنسان يجب عليه أن يدخر رياله الأبيض ليومه الأسود هذه حكمة تدبير المال منذ القدم ومع ما نعيشه اليوم من خير وفير ورخاء في العيش بحمد الله نجد أكثر الديون تتعلق بسوء التدبير فمن شراء سيارات بالتقسيط إلى بناء منازل فارهةً بديون بنكية إلى شراء كماليات وتجهيزات منزلية إلى شراء حاجيات فوق حاجة الأسرة إلى السفر والرحلات الدائمة وإلى الكثير من السلوكيات التي تذهب بالمال وتبدده.
فالتدبير في المال وعدم التبذير منهاج رباني حثت عليه أيات عديدة وهو من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في عدم الإسراف والتبذير وإحترام الإنسان لرزقه وقوت يومه .
قال تعالى ؛
(يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
فباب التدبير المالي كبير جداً ولقد عرفتُ أسراً كثيرة مدبرة نجحت في إتزان ميزان التدبير لعائلتها من خلال توزيع دخلها حسب الأوليات المتاحة ودون اللجوء للقروض والأقساط مع العمل على إيجاد مصادر دخل خاصة لها بالعمل في مجالات أخرى ساهمت في نمو دخلها .
اليوم أناشد الجميع في تقنين الإنفاق وفق الحاجة وعدم الخوف والتهويل من الأزمة وعدم الإغترار بالدعايات والعروض المقدمة من المحلات المختلفة فالعروض موجوده وهم يتسابقون نحو إنقراض راتبك في سهولة ويسر لتبقى الكف خالية الوفاض وتعود عجلة الديون تدور حولك لتخطف القادم من حصادك
فهذا حالنا مع عدم التفكير وقلت التدبير فدرس كورونا قريب والمستقبل للجميع فأما نستفيد أو نظل مع المسرفين في مركبهم الضائع أسيرين في أتون القروض يحفظكم الله .
ومع هذه الأيام المباركة أدعو الجميع إلى مد يد العون لكل محتاج فأبواب الشهر الفضيل قريبة وحاجات الناس كثيرة وخاصةً ذوو الدخل المحدود والمنقطعة أرزاقهم وأصحاب العوائل الكبيرة المثقلة بالمصروفات
فالعمانيين متكاتفين في كل محفل وديدنهم الخير وإغاثة الملهوف جزاكم الله الجنة وحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من هذا الوباء ورفعه في لحظةً وحين .
# سناو
الأحد ؛ ٢٥-٨-٢٠٢٠ للهجرة
الموافق : ١٩-٤-٢٠٢٠ للميلاد