2024
Adsense
مقالات صحفية

” عمان بيد أمينة “

هلال البدوي
باحث، وكاتب

نعم ، هيثم الأنسان فضلاً عن كونه سلطان «إنسان مختلف»، وتلك هي الحقيقة التي لا مراء فيها، ولكن مختلف عن من وكيف؟ إني وإن كنت أنا الكويتب بقلم متواضع ، وقد لا يتسنى لمثلي أن يوفي هذا الموضوع حقه لكن كيف «المستطاع »، وقد ظلت هذا الفكرة تلوب في نفسي بين خوضها أم أن غيري ممن لهم الباع الأطول والأسلوب الأجمل والاطلاع الأكمل سيوفون هذا الرجل بعض حقه، وفي النهاية قررت الكتابة بما يفتح به الله علي.

أنا لا أداجي السلطان هيثم الرجل المبدع الطموح، وهو ليس في حاجة ذلك، ولكن أنا أضع ما يداعب أفكاري فقط على الورق، لقد قلت أن هيثم بن طارق مختلف، وإذا كنا نريد العبارة الشعبية التي يرددها المواطن فهي «أبو ذي يزن إنسان غير». أنا لم أتشرف بلقاء السلطان هيثم الا مرة واحدة واحتسبتها ثرية بالنسبة لي وان كانت مرور بمكارم الانسانية ، لكن أسمع من الذين التقوا بجلالته وعملوا معه وصاحبوه أنه إنسان متسامح طلق الوجه ابتسامته تسبق وجهة نظره، وإن كانت تختلف مع رأيك كما بين المغرب والفجر، أقصد المشرق نعم نحن لا نشاهد السلطان هيثم كثيراً فهو عازف عن الأضواء وأعزو ذلك أولاً أنه هو الضوء العميق، وثانياً أن عمله يستغرق الكثير من وقت جلالته عندما كان على مسؤولية وزارة التراث والثقافة إلى جانب المهام الأخرى فكيف به وهو سلطان يتقلد إدارة عمان بين معمعة الظروف الاستثنائية الجسيمة التي تموضع عليها بكل حكمة واقتدار، وأرجع إلى كلمة عازف عن الفلاشات بين الاخذ والوهات، فلا يمكن أن تمر هذه الكلمة بمعنى أنه غير راغب بالأضواء فقط، بل هو عازف بمهارة على كل الأوتار التي تبهر العين قبل الأذن، ليس أحياناً بل كل حين، إنها أوتار بمقامات وأداء لا يعرف النشاز، إنها سنوات ضاربة في سيرته العملية بين مختلف المناصب التي أوكلت له بمختلف الجهات الحكومية في ظل إدارة عمان السابقة للسلطان الراحل اختصرت عشرات السنين، وكما اجادته ذلك فهو أيضاً يبدو لك أنه رياضي الفكر فهو لا يعدو عدو المتسابقين ولا يقفز قفزات المحترفين، فيسبقهم فقط، بل ويتميز عنهم بأنه يعدو ويقفز وهموم الوطن والمواطن بل نجد أن اجسم المهام الوطنية تكون على عاتقه وكتفيه ومنها تلك ذات الظروف الاستثنائية وآخرها ما نحن عليه من ظرف صعب يرتهننا بجاحة المبتلى “كرونا ” الذي يفتك بالعالم ، يريد أن يعبر بعمان والمواطن إلى الضفة الأخرى لترسو على ميناء الإنجاز والتطور بعد أن غسلها وأذاب أدرانها بنهر العمل المتسارع الأنيق المبدع.لا يمكن في سطور قليلة وإن قصدت إيجازاً أن أعدد مواهبه أو ما فعل وقد يفعل ، ولكن التاريخ سينصف هذا الرجل ليس بعد حين فعقارب ساعة التاريخ قد تحركت والمنبه لم يضبط على وقت؛ لأن وقت النوم خرج ولم يعد. ما هذه المرحلة أيها الرجل الفذ؟ إنه عون الله ثم مدرسة السلطان قابوس لطالب نجيب أتقن لغة الثقة و الفكر السامي. عندما استلم أمانة الرؤية وسما بها ،تخلص من ركام التاريخ وبلادة الأنظمة البالية والإجراءات السلحفائية. الكثير يتعلمون من الحياة فيجيدون وينجحون ولكن الاستثنائيون هم ولا غير الذين يضيفون للحياة نجاحاً متميزاً .
المسافة التي لا تزال موجودة بين طموح السلطان هيثم وأدائه وبين بعض من ! حتى تاريخه لم يستوعب الدرس لهذا العزم وتلك الرؤية مسافة تحتاج للمراجعة والنهوض من سبات الروتين وأنه سبع ساعات لا غير تنتهي كيفما اتفق، رجل استثنائي أقل مسمى يليق به هو زمن «التغيير الإيجابي الحاسم»، ولا أجد حرجاً أن أقول لو أصيب من له طموح وروح لخدمة وطنه بالغيرة «المحمودة» لما كان ذلك مستغرباً، بل هي حافز لئن يحاول أن يجاري ذلك المثال المبهر، لا أن يجلس مدحوراً ملوماً. المهمة قد تكون صعبة ولكن ليست مستحيلة على هذا الرجل الاستثنائي (هيثم السلطان) والذي يعزي الثقة لدى الشعب العماني التفاف خير الرجال حول جلالته وأخص بالذكر اليقين معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي (وزير الداخلية) رجل المهام الصعبة والظروف الاستثنائية بكل اقتدار ، حقا فنحن وعمان بجلالته ورجاله بيد أمينة .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights