2024
Adsense
مقالات صحفية

أخبروا المنافقين

سليمان المعمري

ما تكاد تطفو أزمة على السطح إلا وظهرت الأبواق الناعقة التي كانت خلف ستار الحق والحقيقة متوارية، ليعلو نباحها فتشمت في الأمة الإسلامية وتقدح في شأنها وتحط من قدرها، لتظهر أن هذه الأمة ليست سوى أمة ضعف ووهن، وأنها لا تقوى على شيء سوى ما تقتاته من أمم غيرها.

هذا هو حال المنافقين الذين ظهروا في هذه الأزمة الراهنة؛ لينهشوا في جسد أمة محمد، وهي مثقلة بالجراح، جراح التناحر والتباغض والاقتتال، جراح العداوة والبغضاء والمكر على بعضها، وقبل ذلك شتات الأمة بعد انحرافها عن جادة الصواب والبعد عن نهج الله القويم، وصراطه المستقيم.

وقد غرد عدد من المحسوبين على هذه الأمة بتغريدات حاولوا فيها الحط من شأن أمة الإسلام، ومما جاء منها – وللأسف الشديد – أن أتباع هذه الأمة لا حيلة لهم في مثل هذه المحن والأزمات سوى الدعاء وانتظار الفرج من أعدائهم، ليستخفوا بعقولهم، ويذهبوا بفكرهم، وليرسخوا في أذهانهم أن هذا هو الواقع، ثم تستسيغ عقول بعض الناس هذا الفكر الفاسد وتتولد لديهم فكرة أن هذه الأمة أمة تواكل لا توكل.

أخبروا أولئك المنافقين أن الأمة المحمدية قدمت تضحيات عظيمة وعطاءات جليلة على مر الأزمنة والأمكنة، وعلى رغم كل الظروف والأحوال، ولا يسع المقام لذكرها هنا، ولكن نذكر ما قدمته في هذه المحنة، فقد قدمت صورا لا تعد ونماذج لا تحصى من التضحيات الجبارة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر قيام رجل الأعمال المسلم عمر إشراق صاحب شركة (مترونك) الإيرلندية بالتخلي عن حقوق الملكية الفكرية لجهاز التنفس الاصطناعي لشركته ومنحها مجانا لجميع شركات التصنيع، وكذلك مساندة عدد من الأطباء العاملين والدارسين في الدول الغربية خاصة لتلك الدول في محنتهم وآثروا عدم الرجوع لبلدانهم.

أخبروا المنافقين أن عددا من الدول العربية والإسلامية قامت بتقديم المساعدات الطبية والإغاثية لتلك الدول المتأثرة بالفيروس، فقدمت كل وسائل الدعم والإسناد المتاحة، علاوة على عدد من المحاولات والتجارب لإيجاد اللقاح المكافح للفيروس أسوة ببقية الدول التي تسارع الزمن لإيجاده، وأنها لم تشمت بها أو دعت لها بالهلاك ، وأخبروهم أن علمهم القاصر وفهمهم العاثر لم يوصلهم إلا إلى طريق الجهالة والهلاك، والعقم الفكري، ولن يزدادوا إلا كفرا وطغيانا، وظلما وعدوانا.

وأخبروا منافقي هذه الأمة أن دين أمة محمد هو من علّم تلك الأمم كيف تنتشل من هذا الوباء، مما ذكرته السيرة المحمدية من النظافة الشخصية والبقاء في البيوت، وكم من المشاهد التي نُقلت وشُوهدت من تلك الدول قيامها بالسماح بإعلاء كلمة الحق وفتح بيوت الله لعلهم بذلك يدفعون عن أنفسهم البلاء، وكفى بهذا المشهد أن يظهر عوار أولئك المنافقين ويكشف خبثهم، ويفضح معتقدهم، ويهدم صنمهم.

وأخيرا، كفى تهجمًا، وكفى نفاقًا، فالأمة لا تحتاج للمزيد من المنافقين؛ فهي ما زالت تصارع نفاق الجهل والضلالة، وتدفع عن نفسها خبث بعض أتباعها المتنكرين، وتقاوم رياح الإلحاد والملحدين، وعلى المخلصين الصادقين من أتباعها الذود عنها ونصرتها، وإعلاء شأنها علو قدرها.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights