متفائلون رغم البلاء
عائشه الوهيبية
يا إلهي يا ذا الجبروت يا من أمره بين الكاف، عجل أمر فرحنا بخلاصنا من هذه الجائحة لتروي ظمأ رجالنا شيبا وشبانا بالعودة إلى صلاة الجماعة في بيوت الله المقدسة، فقد اشتاقوا لترتيل آياته ففيها دواء من كل هم، ومخرج لنا من كل ضيق، ويسر من كل عسر. يا ربي قد اشتاقت عيوننا رؤية بيت الله وزواره وهم يطوفون حوله، لم نزره و لكن نخفف شوقنا بالنظر إليه، وبيت القدس فر منه الخائفون لكن أهله لم يفرحوا بفرارهم؛ لأنهم منعوا الخروج خشية إصابتهم بهذا المرض. قلوبٌ تعلقت بالمساجد، تفكر كيف لصلاة التراويح أن تقام؟! ورمضان على الأبواب كيف لصلاة التراويح أن تفارق بيت الله؟ كيف للقلب أن يتحمل رفع أذان الصلاة دون مصلين، صلى الجميع في بيوتهم وقلوبهم متعلقة بالمساجد؟ قلبي يدمع وعيني تتحسر يا ربي فرج علينا كربتنا وأصلح أحوالنا ورد من أراد بنا الكيد في نحره وأصرف عنا من أراد بنا السوء وأشغله بنفسه، ونحن سنظل نصبر وليس بعد الصبر حل حتى يلقى المحتاج فرجه. يا عباد الله ارفعوا أيديكم للذي يحيي العظام وهي رميم وللذي ينبت الأرض فيكسوها بالثوب الأخضر البرّاق، إذ كيف لا يستطيع أن يعيد لنا سيرة حياتنا الأولى وهو الأحد الصمد القادر على كل شيء، ادعوا الله وحذاري أن يكون اليأس لكم قرينًا ولا تبتئسوا كلما ازدادت مصيبتنا بل زيدوا إصرارا وعزمًا وقوةً، أكثروا من دعواتكم في صلواتكم وقيامكم وتصدقوا ففي صدقاتكم دفع لهذا البلاء، فالله فوق كل شيء وهو على كل شيء قدير.