حنان و السجين
بقلم : بدرية السيابية
“الجزء الأول”
نهضت حنان على صوت باب غرفتها يقرع بشدة يكاد أن ينتزع الباب من مكانة وصوت ينادي حنان حنان وكأنه زلزال قد زارهم في البيت استيقظت من سبات عميق وهي تصرخ ماذا هناك؟ فإذا بامها تقول لها :انهضي فقد أصبح الصباح وأصبحت الشمس في كبد السماء نظرت حنان لساعة الحائط المعلقة وسط غرفتها! أجل لقد تأخرت كثيرا أسرعت حنان للاغتسال وأدت صلاة الصباح متأخرة انتهت من صلاتها لتنادي أمها :أمي أمي أين مفتاح سيارتي فقد تأخرت كثيرا على الموعد المتفق عليه.
الأم : على مهلك يا حنان ستجدينه استغفري ربك في كل الأحوال فقد جهزت لك الإفطار حنان : لا أريد يا أمي سافطر وأنا في طريقي الأم : ولكنك لم تقولي لي إلى أين ستذهبين يا ابنتي؟ حنان : سأقول لك يا أمي فيما بعد فقد تأخرت كثيرا .. وتسرع حنان مغلقة الباب وراءها بقوة تسابق خطواتها وهي ذاهبه لزيارة احد الأماكن وهو زيارة احد “السجون” في البلدة وهي أمنية تمنت تحقيقها وها هو الحلم يتحقق أخيراً فحنان تحب المغامرات وتعشق الكتابة كثيرا وتحب أيضا متابعة أحوال الناس وكتابة القصص والروايات لتنقل للمجتمع ولمتابعيها عن بعض الأمور التي تستحق القراءة والاهتمام لعل يكون هناك تغير لبعض الحالات .
أخيراً وصلت حنان لمقر وجهتها وهي تنظر لضخامة المبنى والأبواب الحديدية الكبيرة والأرضية الصلبة ذات أحجار ضخمة وممر طويل كنهر يجري دون توقف انبهرت حنان كثيراً لما رأته عيناها وفي داخلها شيء من الخوف والارتباك حينها وجدت موقف لسيارتها الصغيرة لتقف وقوف تام وتنزل بهدوء حاملة في يدها حقيبتها الصغيرة ورديه اللون تغلق باب سيارتها ، مستمرة في مواصلة طريقها نحو ذاك المبنى بعد تعب وصبر حتى تمت الموافقة بشكل رسمي لزيارة المكان وهو مكان البعض لا يحب زيارته ولكن مع إصرار حنان وعزيمتها تحقق حلمها اخيراً .
واصلت حنان مسيرتها إلى أن توقفت مع باب مكتب عليه لوحة صغيرة مستطيلة الشكل وبخط رفيع مكتوباً بها مكتب ” المسؤول” دقت حنان الباب دقات خفيفة إلى أن سمعت صوت يقول لها : تفضل دخلت حنان وعيناها تترقب المكان بدهشة واستغراب فقالت : مرحبا كيف الحال معك حنان تواصلت معك منذ أسبوع بعد الموافقة منكم لزيارتي إليكم للحديث مع أحد السجناء الموجودين معكم فقال المسؤول : أهلا وسهلا فيك يا حنان شرفتينا وشكرا على زيارتك .
استأذن المسؤول من حنان ليحضر لها أحد المسجونين معهم لتكتب عن قصته وتحكيها للعالم بعد موافقة الإدارة وكذلك السجين ،، فحنان مهتمة جدا بأن يكون عملها كله رسمي وقانوني حتى لا تقع في متاهات لا تستطيع الخروج منها فهي فتاة مجتهدة وتحب الخير للجميع .. فراودتها فكرة للجلوس مع أحد السجناء لأنها مؤمنة بأن هناك من ظُلم ولم يدافع عنهم وهناك من يستحق العقاب وفي النهاية هم بشر لهم أحاسيسهم ومشاعرهم وليس هناك شخصاً معصوما من الخطأ فالكمال لله وحده …
تابعونا لتكملة القصة في الجزء الثاني بإذن الله .
ملاحظة : القصة والشخصيات من نسج الخيال .