أخاف عليكم الرياء
بقلم : راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
—————————
مع جائحة كرونا ومع حاجة المجتمع والمؤسسات خاصة الصحية في جميع دول العالم و السلطنة خصوصا وبوجود صندوق خاص لإسهام أبناء المجتمع الميسورين والشركات والمؤسسات التجارية العاملة بالسلطنة في تقديم يد العون نحو ذلك الصندوق الخاص بالأزمة ومسارعة الجميع نحو التبرع وأولهم وأكرمهم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد حفظه الله الذي تبرع ب عشرة ملايين ريال عماني من ماله الخاص والذي يعد مثالا يقتدي به كل غيور من أبناء عمان ومعه تبرع عدد من الأفراد والشركات والمؤسسات العمانية ::::::
وقيام البعض من أصحاب الخير بدعم عدد من الصناديق الوقفية أو المؤسسات والفرق الخيرية في مختلف محافظات السلطنة للإسهام في التخفيف من الآثار المترتبة عن هذه الجائحة .
ومع ما نحن عليه في هذه الجائحة العالمية وهذا الاختبار الصعب الذي تعيشه السلطنة ويعيشه أبناء الوطن يجب علينا جميعاً أن نعود إلى الله عز وجل متضرعين إليه لرفع البلاء وكشف الغمة متقربين إليه بصنوف الطاعات والقربات ولعل من أفضلها في هذه الأوقات العصيبة الصدقة فهي تقي مصارع السوء وتدفع البلاء .
والصدقة أبوابها كثيرة ومختلفة ومتعددة ويجب أن تكون خالصةً لوجه الله الكريم صغرت أم كبرت سرًا أم علانيةً .
وصدقة السر من أعظم الصدقات وصدقة العلن إذا أُريد بها تشجيع الناس بقيت وكبرت بعشر أمثالها وإن أريد بها الرياء والرفعة والمجد والشهرة فقد ذهبت وذهب أجرها بل وأثم صاحبها وهذا ما نراه اليوم من بعض الناس في هذه الأيام مع ترك الضمائر لله وحده .
لكن كثرة الشيء أغثت النفس من ما نشاهده من مشاهد ترويجية لشخوص يستغلون المحنة للترويج لأنفسهم وعرض صورهم الشخصية ومساهمتهم من أجل مجتمعهم ووطنهم بدون استحياء وهو واجب عليهم فكم أعطاهم الوطن ومد يد العون لهم فهم بفضل الله وخيرات الوطن صاروا ميسورين واليوم يمنون بما يقدمونه في جميع وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرخيص الذي يقدم بعضهم ويصورهم كأبطال في هذا المشهد وتناسوا فضل الوطن عليهم .
أقولها بصراحة هناك رجال قدموا دعمهم بدون ضجيج ولوجه الله وبمبالغ كبيرة وهناك من قدم دعم أو أعفى مستأجرا أو قدم خدمه وأبرزها وأعادها مرات ومرات…
فلماذا هذه الدعاية الرخيصة في جراح الوطن !!!
فمن يرغب في التبرع والصدقة فلا يجاهر بها ليل نهار فالوطن ليس محتاجا لدعم المرائي ولا لمن لا يثمن مكانه وبيته فعمان بيت الجميع .
وبحمد الله وبجهود جلالة السلطان المعظم ويقظته على عمان ستمضي سفينة الوطن وستنكشف الغمة وسيعود الوطن عزيزا شامخا في عليائه وسيسود الخير أرض عمان الحبيبة الغالية وسيبقى الأجر مكتوبا في صحائف العدل مع خالق السموات والأرض .
فاليوم أدعو الجميع للوفاء لعمان وسلطانها وشعبها بدون منة وبدون رياء وبدون مباهاه فالعماني كريم بأصله وخلقه وليس بين الخيرين من يطلب مجدا خلال هذه الأيام بل الجميع يطلب الشرف المروم بنجاة عمان وبلاد المسلمين من هذا البلاء .
دمتم ودامت عمان في خير ونماء ورخاء محفوفة بعناية الله ونعمائه التي دعا لها رسول البشرية جمعاء محمد صلى الله عليه وسلم وحفظ الله أوطاننا وأوطان المسلمين من كل سوء .
قال الشاعر :
ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى — ذرعًا وعند الله منها المخرج .
فيا أهل المعروف أخاف عليكم الرياء !!!!!!!!!
# سناو
٨-٤-٢٠٢٠ م