القرن الحادي والعشرون والحرب الخفية
بقلم : راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
ما الذي يحدث حولنا ؟؟
ولماذا هذا السباق المحموم بين بني البشر نحو دمار الكون ؟؟
وهل اشتعلت حرب خفية بين القوى الكبرى وتغير سلاحها ؟؟
وهل التفوق التجاري والاقتصادي بين البلدان الكبرى هو السبب أم الهيمنة السياسية ؟؟
وأين ستكون باقي دول العالم الضعيفة من هذه الصراعات ؟؟
وما هي نهاية العالم الذي يتصارع بدون أخلاقيات ولا قيم ولا مبادئ إنسانية حتى على مستوى احترام بني جنسه؟؟
كلها تساؤلات تدور في خلدي منذ بداية القرن الحادي والعشرين وزدادت وتيرتها خلال هذه الأيام خاصة مع جعل حياة الناس رخيصة ودماؤهم مباحة من جراء انتشار الحروب والأوبئة الفتاكة .
إنني لست مع الجزم بنظرية المؤامرة في جميع الأمور التي تدور رحى معظمها في منطقتنا العربية الملتهبة منذ نهاية القرن الماضي والى اليوم.
فمنذ مزاعم امتلاك العراق للأسلحة البيولوجية والهجوم على برج التجارة العالمي وانهياره والفناء العربي الذي إطلق عليه الربيع العربي إلى انهيار العراق وسوريا وليبيا واليمن ودول عديدة مع ما تعانيه فلسطين وشعبها من تنكيل من قبل الاحتلال الغاشم حيث لا تزال الصراعات تتوالى فيها فكلها حروب خفية تحدث في هذا القرن لتنتقل اليوم الصرعات بين القوى المهيمنة على العالم إلى العالم بأسره لا نعرف خفاياها وما نتائجها ولا إلى أين تأخذنا بوصلة الأيام مع هذه المغامرات المجهولة الدنيئة التي لم تجعل لأي مبدأ إنساني أي اعتبار فهي حرب ضروس من أجل الهيمنة على العالم وثرواته ومقدراته.
فما نشهده اليوم من انتشار الفيروسات والأوبئة ومن دول ومواقع محدده ظهر انتشارها ليكتسح بعدها العالم أجمع يضعنا بين تأويلات كثيرة وعديده وأفلام كالتي أنتجتها هوليود الأمريكية .
إن الحرب الخفية الضروس هي حرب قذرة سوف تحرق الأخضر واليابس في مقابل سطوة بعضنا البعض نحن بني البشر وستدمر الكون الذي لن يتماسك إلا بإيمان بني البشر بحقوق البشر في العيش والحياة الكريمة العادلة التي هي قوام ديننا الاسلامي الحنيف في حرمة الدماء وحرمة القتل فالإنسان خلق ليتعايش مع أخيه الانسان بعيدا عن تلكم المغامرات العفنة الماكرة التي تحاك في أرجاء المعمورة من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان .
اليوم يظن من يظن أنه سيملك العالم بوسائله المدمرة ومؤمزاته الوهنة متناسياً قدرة الله في كونه ومتناسياً الحقب السابقة من أفول حضارات كان يشار إليها بالبنان فأصبحت في طي النسيان .
الحرب إقتصادية سياسية بحته تقودها قوى تناست كل شيء في سبيل تحقيق مصالحها ومآربها واستخدمت جميع الوسائل والأسلحة المحرمة دوليا فمن قنابل ذرية فتاكة ألقيت في حقبة الأربعينيات من القرن الماضي وإبادة أمم إلى قنابل جرثومية إلى نشر أوبئة وأمراض إلى إفتعال مشكلات لحروب متكررة تزهق فيها الأرواح بين الدول الشقيقة باسم الطائفية والمذهبية حتى انساق الناس قطعانًا نحو حتفهم يصدقون أقاويل وأفعالاً ماكرة …..
إلى ما نشهده اليوم من خوف عظيم بسبب ما يعانيه العالم من انتشار الأمراض الفتاكة وموت الكثير من الأنفس حول العالم .
الحروب الخفية وما تحمله من إبادة للبشرية جمعاء في تطور لأساليب الحروب الجديدة التي لم تقف عند حدود معينة سوى المصالح الدنيوية سعت لتركيع الدول وولاءها للقوى الكبرى من نهب الثروات بشتى الطرق نحو خدمة مدنيتها ونمائها وتطورها العلمي والتكنولوجي وجمع الثروات العظيمة من وراء الدول المكبوحة بسهولة ويسر .
إن الحرب الخفية اليوم هي امتداد للحروب السابقة وإن تغيرت مسمياتها وأماكن حدوثها فالكل طامع في ثروات الدول الغنية بالثروات النفطية والمعادن وغيرها من المصادر الثمينة التي يحصدها الإنسان ويسعى لامتلاكها واستغلال نفوذه من أجلها .
الحروب الخفية القادمة يجب أن تستيقظ لها دول العالم الثالث التي لا زالت تحلم بالأمجاد القديمة المندثرة فتعد لها العدة أولاً بالعودة لله وبالتعليم الجيد المتخصص في جميع المجالات ومحاربة كل أشكال الفساد وبناء الأوطان والصدق والإيمان بالعمل الجاد الطموح والمحاسبة والمسائلة الدائمة للمقصر .
هنا ستتقدم الأوطان وستسد جبهة العدو وسترتفع الهمم وستدك مواطن الفتن وستقمع الحروب الخفية وتوءد في أماكنها ولن يستطيع معتد فعل شيء بعد التوكل على الله فيمن إستجاره بالعودة إليه والتسليم المطلق لطاعته والأخذ بالأسباب لتوخي الحذر من العدو ومكائده .
سبحانه وتعالى القادر على كل شيء وهو السميع البصير .
جنبنا الله وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
فالحرب خفيةً وظالمة !!!!!!!
# سناو
الأثنين ١٦-٣-٢٠٢٠م