البحث العلمي والكورونا
خوله كامل الكردي
اليوم وبعد أن ظهر مرض الكورونا، باتت الحاجة ملحة لتعزيز دور البحث العلمي في إيجاد حلول للمعضلات التي تواجه المجتمعات البشرية وضرورة دعمها في كافة المجالات، فالمنطقة العربية تعاني من ضعف واضح وجلي في مقومات وأدوات البحث العلمي وقلة تبني الباحثين من قبل الجهات حكومية وغير الحكومية، وانعدام وجود معامل ومختبرات تساعد الباحثين في إنجاز أبحاثهم وتجاربهم وتطبيقها بشكل صحيح، بما يصب في صالح بناء وتطوير المجتمع علمياً وتقنيا وتكنولوجيا.
إن البحث العلمي العربي يشهد مجموعة من التحديات الجمة، وفي ظل أزمة فيروس كورونا، تصاعدت الحاجة إلى وجود مؤسسات تتبنى البحث العلمي وطرائقه المختلفة. والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستبقى البحوث العلمية الرصينة، رهينة انتظار الحكومات العربية الرسمية، للقيام بخطوات مهمة في مجال دعم البحث العلمي والباحثين، ولطالما طالب العديد من الأكاديميين والباحثين العرب، بضرورة إيلاء البحث العلمي الأهمية المطلوبة، وتقديم الدعم المادي والبشري له، فأزمة كورونا كشفت عن الواقع الحقيقي للبحث العلمي، وما يعانيه من شح في الموارد البشرية والمادية، وعدم توفير الأدوات اللازمة للنهوض بمستواه. فإلى متى ستبقى المجتمعات العربية تنتظر حلولا من الخارج وما توصلت إليه البحوث العلمية الغربية، للحصول على حل لمشكلاتها العديدة الصحية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية وغيرها.
إن منطقتنا العربية قد حباها الله بنخبة من العلماء المميزين والباحثين الكفء، فقط يحتاجون لمن يقدر جهودهم و يقدم لهم الاحتياجات الضرورية، لتطوير البحث العلمي وترسيخ مفهومه للأجيال، وتقديم الحلول المناسبة للارتقاء بأهدافه ووضع نتائجه موضع التنفيذ.
فلو كان هناك اهتمام بمجال البحث العلمي، لما انتظرنا الآخرين كي يتوصلوا للقاح وترياق للأمراض المختلفة وبخاصة مرض الكورونا الذي يعيشه العالم الآن، فالباحث العربي قد أصيب بالاحباط لما آل إليه مكانة البحث العلمي، بينما لجأ العديد من الباحثين والعلماء العرب، لاختيار الهجرة كحلا لمشاكلهم المادية والقصور اللافت في رعاية البحث العلمي والباحثين.
خلاصة القول: إذا لم نلي البحث العلمي العناية الكافية، فمتى سيهتم المعنيين بالأمر، والعمل على تذليل الصعوبات لإصلاح البحث العلمي، وتنمية وتطوير منظومته، والبحث عن مؤسسات ترعى البحث العلمي والباحثين، للدفع بعجلة التنمية والنهوض بامتنا العربية والإسلامية.