“عصام والغرفة” الجزء الثاني والأخير
بقلم بدرية السيابية
حدد عصام موعد لمقابلة صاحب الغرفة في تمام الساعه العاشرة مساءً ويكون المكان في الغرفة نفسها التي يسكن فيها عصام ، فرد عليه : لابأس يا عصام سأكون بنفس المكان ونفس التوقيت إن شاء الله ،، علماً أنَّ عصام لم يرَ وجه صاحب الغرفة المستأجرة وكان حجز الغرفة عن طريق الجوال وايداع المبلغ كذلك فاغلق السماعة عصام فتذكر عصام بأن البارحة رن جواله فنسى ليعرف من كان متصل فيه ففتح على المكالمات الواردة فوجد رقم غريب لم يسجل في قائمة الأسماء .
حاول عصام الإتصال بصاحب الرقم وكان الفضول يكاد يقتله من الداخل لمعرفة من كان متصل بذاك الوقت المتأخر ولكن دون جدوى لم يرد على الإتصال ،، فامضى عصام في عمله ،، والقلق والتعب والتفكير فيما سيخبره هذا الصاحب عن الغرفة متمركزا على عقله وفكره ،، حيث يعمل عصام في إحدى الشركات العالمية ولها فروع متعددة في العالم فيعمل على فترتين من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الخامسة مساءً ، رجع عصام بعد الانتهاء من عمله لمقر عيشه بخطوات مرغومة متثاقلة للصعود إلى الغرفة المخيفة ،، توكل عصام على ربه فصعد وفتح باب الغرفة بعد ما كانت مغلقة بخيط مشدود معلق بمسمار جنب مقبض الباب فكلا الحالتين سواءً من الداخل أو الخارج يغلق هكذا ويقول في نفسه عند فتح الباب أخاف أن أجد شيئا مخيفاً ولكني سأواجه بكل شجاعة ،، ويطرد الوسواس من عقله ويستعيذ بالله والاستغفار ،، فتح الباب ووقف عصام صامتاً منبهراً خائفاً بلا حراك ولا نفس ولا حتى صوت خرج منه ، ظلت عيناه تراقب المكان متجمداً في محله ،، فشاهد شخصاً قد محت ملامح وجهه آثار طعنات مرسومة بخطوط متعرجة طولية والدماء تسيل كنهر جارٍ – منظراً مخيفاً حقاً وشبح يتجول في الغرفة ، فإذا بصوت خافٍ يقترب من أذن عصام متسارع كسرعة البرق يقول : عصام بماذا يذكرك هذا الصوت؟ ألم تعرفني؟ أنا صديقك صلاح !!! فتعالت ضحكات شبح صلاح معلنة الذعر في قلب عصام ونبضات قلبه تتسارع والدمعة محبوسة في عينه !!! ، فرد عصام بصوت تخنقه العبرة في صوته ويقول : أنت ميت منذ سنوات يا صلاح ودفنتك بيدي لالا هذا ليس حقيقي أنت وهم ، شبح صلاح – عصام فقال له : لن أموت قبل أن أخذ حقي منك منذ سنوات فقد ظلمتني بسبب جشعك وطمعك وكنت لا تبالي بمشاعر الآخرين !!! ألا تذكر هذا المكان يا عصام ؟؟ ، هنا تشاجرنا ومن هنا قضيت على روحي وحياتي وطعنتني غدرا منك .. فبكى عصام بكاءً وبصوت عالٍ سامحني ياصلاح أغرتني الدنيا وبما فيها وأرجو بأن تسامحني وأن تتركني أعيش براحة الضمير ، فضحك شبح صديقه قائلا : ستعيش برعب مهما حييت وتعاني ما عنييت وتكون روحي مرتاحة بعد ما تكون حياتك تعيسه فلن أغفر لك ، فلم يرحم عصام فبكى وتوسل ولكن دون جدوى
فقال شبح صلاح : أنا كنت أتصل فيك الليلة الماضية وأيضا أنا من استأجرت من معه الغرفة ،، لتعود إليك الذكريات وتعترف بما فعلته بي أمام ربك وأمام الناس وهكذا سترتاح روحي من ملاحقتك ويرتاح ضميرك انت يا عصام .
انتهت القصة
الخلاصة : –
من خلال هذه القصة نستخلص منها العبر التالية : –
* لا نظلم الآخرين بسبب الجشع والطمع .
* مهما كانت الاختلافات بيننا لا توصل فينا لارتكاب أفضع الجرائم وتغلق علينا دائرة الزمن لتدور بنا من نقطة البداية بلا نهاية .
* الضمير هو الصديق المخلص لصاحبه فلا يغدر بصاحبه أبداً .