ما بين الثلاثة ثلاثة
حمد بن سيف الحمراشدي
ساد الشعور بما عرف بالفساد بل لما يحدث من إرهاصات وتجاوزات في حق الغير وحق الواجب وحق الضمير وزد على ذلك ما تشاء أيها القارئ الكريم .
في مواضع عده في القرآن الكريم جاء ذكر الفساد ( كقوله تعالى :-
(ٱلَّذِینَ یَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِیثَـٰقِهِۦ وَیَقۡطَعُونَ مَاۤ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦۤ أَن یُوصَلَ وَیُفۡسِدُونَ فِی ٱلۡأَرۡضِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ)
في سياق اللقاء معكم هنا في هذه الحالة وأعني بها الفساد حيث يتشعب الحديث عنه ويطول سواء في شأن المال والعمل والإدارة والعلاقات وغيرها من أنواع الفساد الذي تفشى وساد الأنظمة التي تدير حياة الشعوب في مختلف دول العالم وربما تزيد حدته في بلد ما وتضعف في بلد آخر وأحسبه قد تغلغل ، حيث وصل حسب تقديري إلى حالة مزمنة مستعصية تحتاج إلى الجهد والمال والوقت لإقتلاعها من جذورها وتتبعها جزءا جزءا كالشجرة التي تنبت من عود واحد أو بذرة واحد وتنتشر بسرعة رهيبة في محيطها وتنتقل إلى أماكن أخرى حتى تصل إلى أبعد ما يمكن فعله للقضاء عليها فحال الفساد يشبه حال هذه الشجرة ويشبه حال الأمراض التي تهلك النسل والبشر كالأيدز مثلا ..
أصعب ما يؤرق الفرد أن يتفشى ذلك الشعور والذي يمكن أن نوضحه بكلمة الإهمال المتعمد بلاضمير .
فأي مؤسسة تعمل وتنتج وتقدم خدماتها من أجل فئة مستهدمة من الناس واذا ما كانت تلك المؤسسة قادرة على العطاء بشكل صحيح فلا شك تنهار في يوم ما .
أي مؤسسة تعمل من خلال رئيس وموظف ومستفيد هذا المثلث مهم لأجل النجاح ولأجل تقديم الخدمة بكل حرص وثقة وجوده.
وحينما ينخر الإهمال المتعمد داخل عقول الموظف ولا يركز في واجباته والهدف ومصلحة المستهدف ويتمادى في ذلك فهذا يعني أن هناك فساد .
فساد العلاقة بين الرئيس والموظف أو قل هناك من يريد الإيقاع بالآخر لأجل حاجة في نفسه ويضيع بذلك معاملة المستهدف أو المستفيد فهذا الفساد بعينه .
هنا فساد ضمير وعقل وعلاقة عمل ولا شك الخاسر فيها المؤسسة والمستفيد وقل البلد كاملة لكون أي مؤسسة تخدم الناس يعني تخدم البلد الذي فيه .
حدث معي معاملة تحتاج إلى عشر دقائق في إنهائها وثلاثة أيام لإستلامها ولكنها أخذت ٩ أيام والسبب أكتشفه ( حاجه في نفس يعقوب )…
أن فقد مثلث العمل أمانته ضاعت ثلاثة أمور مهمه هي فقدان المؤسسة جودتها وضياع مصالح المستفيدين وتفشي المرض ويصعب القضاء عليه ..
مع تحياتي