2024
Adsense
مقالات صحفية

ميثاق عهد وولاء وانتماء

هلال البدوي كاتب ، وباحـــث قانوني

“نقر نحن المواطن في أرض عمان بالعهد والولاء لهيثم ، والانتماء لعُمان ، في السراء والضراء وعلى البناء والنماء والوفاء لإرث قابوس في عُمان” هكذا ساد حديث عمان حكومة وشعباً وأرضاً في فضاء الخطاب السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق بعد الحداد مستشرفين من خلاله نهضة متجددة وقٌادة فالخطاب يحمل في طياته أسمى تأملات عُمان ليعزز ذلك الإرث العظيم الذي شيده باني النهضة الحديثة لعمان – طيب الله ثراه – وما الميثاق إلا تأطير لقواعد قيم وسلوك قد تأصلت في عمان وقد أتقنها العماني وخير برهان واقع السلف ليصبح ملبياً لنداء السلف ، وأن خير ما يُستهل به نهضة الأمم ورقيها وديمومتها ،المواثيق والعهود فبها بلغ عظماء التاريخ بأممهم إلى الخلود في ذاكرة التاريخ ، وأي بلوغ وقد اتحدت الرؤى المنشودة بين القائد والشعب في أرض لا تنبت إلا طيبا وعندما يصل خطاب النداء السامي مبلغ القلب والعقل معاً تثور الهمم في جميع أطياف المجتمع العماني ليمتد ذلك نحو المقيم على أرض عُمان المباركة حتى يصل رياحين الأمل إلى ما بعد أرض عُمان لتصبح الوجهة والمقصد الأول لحياة مستقرة آمنة للقاطن فيها، وأن على متلقي النداء السامي أن يكون مبادراً : وأن تكون هناك استجابة بعينها تحدث نتيجة لوجود مثير محدد بالبحث عن المثير لعُمان وأن لا يبقى هائما على وجهه ولا يتغير شيء في حياته لصالح عُمان سوى التاريخ حيث يبدأ والغاية في ذهنه : وتكون بمثابة دستور يعبر فيه عن تصوراته وقيمه الوطنية وأن يتفرغ لها ، فقد يتطلب الأمر بذل مزيد من العطاء والاجتهاد من وهلة المبادرة لتتسع دائرة التأثير وفي خضم ذلك يجعل في نصب عينيه بأن يبدأ بالأهم ثم المهم: فعاجل مهم يستبق العاجل غير المهم ويتخطى غير العاجل وغير المهم وهو ما يعنى روح المبادرة مما سيجعلك شخصاً فاعلاً ذا بصمة لذاته ومجتمعه وبه نتجاوز مربع المشكلات ليدفعنا ذلك الى ما هو أبلغ وهي المنفعة المتبادلة : المكسب والمكسب الآخر وهو إطار العقل والقلب لتحقيق فائدة مشتركة مع كيان الوطن والغير ومن خلاله نتعدى مفهوم أن تسير الأمور وفق أسلوبي وأسلوب الغير وإنما وفقاً لأسلوب أفضل وأعلى ، ويزيد على ذلك بأن نسعى من أجل فهم الغير أولاً ثم السعي من أجل أن نُفهم من قبل الغير: بالبعد عن الالتزام بمواصلة إسداء النصائح وارتداء قبعة الخبير بناءً على تصوراتنا وتجاربنا الشخصية بل علينا أن نتعلم الإنصات جيداً –قيادة وحكومة وشعباً- ربما لأن الغالب يفتقد أو يفتقر لثقافة الإنصات ، وإن حدث وانصتنا فإننا لا ننصت لغاية الفهم بل لغاية الرد ، ومتى ما انصتنا جيداً واكتملت الصورة تماماً نصل لإيقونة “التقمص العاطفي ” وهو الغوص إلى أعماق إطار مرجعية الطرف المقابل وتحاول أن ترى العالم بالطريقة التي يراها هو وتفهم تصوراته وتطلعاته لينصب بالتالي في بوتقة الوطن الخالصة حيث ينقلنا ذلك إلى مفهوم التكاتف : وأن الكل أعظم من مجموعة الأفراد فما أن يجرب الناس التكاتف الحقيقي الذي هو امتداد لمبدأ مكسب/مكسب وتحقيقاً لتطبيق التقمص العاطفي وبقدر ما تتمتع بالإدراك والفهم والذكاء فغيرك قد يتمتع به وقد يكون أبلغ ، ويكتمل العقد عند شحذ الهمم : والتي تتمحور حول التجديد بتجديد الأبعاد الأربعة لطبيعة الذات البشرية وهي البعد البدني والبعد الاجتماعي والبعد العاطفي والبعد الروحاني والعقلي وهي أبعاد بحد ذات أهميتها لا تحتاج إلى جهد أو وقت بل إلى مفهوم مدرك يعي ترجمتها.
ولنشمر تلك السواعد المخلصة لبناء قمة فوق قمة ونعزز لعمان ميلاد سلطان همام يرتقي بها وترتقتي به سمواً ورفعةً ، وكل منا قد يرى ترجمة ميثاق العهد والولاء والانتماء على عقيدته الفكرية وصولاً إلى أسمى الغايات والتي نرى فيها: تحولاً ملموساً في مسار الأداء الوظيفي بتعزيز أخلاقيات المهنة لدى الموظف وترسيخ المباديء والأخلاقيات والقواعد والنظم للهوية الوطنية . والمضي قدماً ليصبح الميثاق نتاج حراك مجتمعي مدني ونهضة أخلاقية صادقة تنبع من ذات الفرد دون موجه والإعلاء من شأن الميثاق وكيفية تعزيز التنافسية في ترجمته وتنفيذه والسعي لشمولية مفهوم الميثاق ليصل لكل العاملين في القطاعات الثلاثة الحكومي والخاص والمجتمعي و تفعيل موجهات الرقابة الذاتية عند الإخلال بقواعد ميثاق العهد وترقية النماذج الحسنة الضالعة لتأمين مستقبل غير مجهول بتعزيز حضور النماذج الإيجابية الحاضرة وإضفاء الصبغة المجتمعية للميثاق ليصل الى التأثير والاحتواء الذي يمكن أن يحققه في هندسة السلوك المجتمعي والوظيفي على حد سواء وتحقيق توازن معادلة ( كل حق يقابله واجب ) وبالتالي تحقيق الانتماء الوطني المنشود وترقية تدني مستوى الإنتاجية لدى المواطن والمقيم في عطائه لعُمان والحرص على تعزيز مستوى السلطنة بالتصنيفات الدولية والعالمية في جميع المجالات والقطاعات ببلوغ قياس عائد الأثر من ذلك
فميثاق عهد وولاء وانتماء لعُمان

‏ alfalk033@gmail.com

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights