2024
Adsense
قصص وروايات

ضجيج الذِكرى

قيس بن سالم الفارسي.
@qais_alfarsi_

كنت في ما مضى

أذهبُ إلى المدرسة
أعودُ منها
أرمي أغراضي بعشوائية في أي مكان في المنزل
هُنا أَضَعُ حذائي
وهنا كتبي
هنا صوتي يصرخ
وقت الغداء قد حان..!
ألعب الغميضة مع أختي الصغيرة
ألعبُ بالكرة مع أخواتي الأخريات.
كُنتُ مُشاكِس بإسراف، يحبني الصغير والكبير.
{صانِعُ السعادة} على حد قولهم.

ثم ماذا؟
في غمضة عينٍ كبرنا كثيرا، كبرنا للحد الذي لا يُطاق.!
رباه ما الذي حصل؟
أخي عن منزلنا بعيد.
وأختي أيضا قد ابتعدت.

الكرة تئن بين جدران المنزل
لعب بها الزمن وأذبلها
حذائي القديم مرمي على مقربة من الكرسي المتحرك هناك.
وأنا… ؟
ذهبت ذات يوم إلى غرفتي القديمة…
كل الأشياء تغيرت
فملابسي لم تعد تناسب مقاسي الجديد.
سرقنا الزمن بجدارة، لم تعد الأشياء في أماكنها.
الطاولة المستديرة باتت صدئة، لبست ثياب صنعها غبار الماضي.
وزوايا المنزل التي كانت تضمنا جميعا أصبحت تضمُ العديد من بيوت العناكب، والكثير الكثير من أصوات الذكريات.
كل الأشياء هنا لا تستوعبني، رُبما تعاتبني على غيابي الطويل.
يا ترا كيف أبكي ؟
وهل سيسمع صراخ ادمعي؟
فالزمن لا أظن بأنه سيكترث،
والمكان لا يبالي
وأصوات الحنين
في كل زاوية في منزلنا
أبي قد شاخ مع الزمن، وما زال كشمعة تحرق نفسها لنعيش.
أمي الراحلة باتت ذكرى باقية

ومنزلنا بات كَهل قديم

وبعد رحيل كل شيء؛ بَقي ضجيج الذكرى يُناغينا بين الفينة والأُخرى…

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights