مقال : متى بينزل الراتب!
مقال : متى بينزل الراتب!
سيف المعمري
يترقب مُعظم الموظفين في مختلف مؤسسات الدولة يوم، ولحظة، نزول الراتب، والذي يُمثل لدى الكثيرين منهم وبنسب متفاوتة المصدر الرئيس للدخل، والحديث هنا لا يتعلق بمسألة تخطيط إدارة الدخل الفردي أو الأسري وإن كان هذا موضوع جدير بالاهتمام من الجميع، لكنه يتعلق بمسألة أخرى وهي عدم وجود جدول زمني موحد من قبل الجهات المعنية في الدولة ليوم ولحظة نزول رواتب الموظفين في جميع مؤسسات الدولة الحكومية وكذلك مؤسسات القطاع الخاص.
فبينما يتهيأ موظفو معظم جهات وحدات الجهاز الإداري للدولة لاستقبال رواتبهم في الثالث والعشرين من كل شهر ميلادي وأحيانًا قبل ذلك بيوم أو يومين إذا صادف موعد نزوله الاعتيادي يومي الإجازة الأسبوعية أو يوم إجازة رسمية بمُناسبة دينية أو وطنية، هناك موظفو الجهات العسكرية في حالة ترقب ليوم الخامس والعشرين من ذات الشهر لاستقبال الراتب، وموظفون في مؤسسات القطاع الخاص في مواعيد وأيام متباينة، فبعضهم يستقبل الراتب في بداية كل شهر ميلادي وآخرون في منتصفه وهكذا، وكذا هو الحال بالنسبة للمتقاعدين.
إضافة إلى ذلك هناك تباين في ساعات نزول الرواتب في البنوك في المواعيد سالفة الذكر، فبينما يبدأ عملاء بعض البنوك باستقبال رواتبهم في بداية اليوم بعد الساعة العاشرة صباحًا، هناك آخرون يستقبلون رواتبهم في بنوك أخرى بعد الثانية عشرة أو الواحدة أو الثانية ظهرًا وبعضهم بعد الساعة الخامسة عصرًا.
وفي الجانب الآخر هناك التزامات فردية وأسرية تتعلق بتسديد أقساط بنوك أو شركات تأمين أو وكالات وكذلك الفواتير المتنوعة بالإضافة إلى الجمعيات التعاونية والمصروفات الجارية الأخرى.
صحيح إن الالتزامات سالفة الذكر يُقيدها أصحابها مع الطرف الآخر بمواعيد رواتبهم، لكنها في ذات الوقت تربك الأسر في التخطيط الجيد، وتحدث في كثير من الأحيان حرجاً في تلبية متطلبات الأسرة، والتزاماتها مع أفرادها وخاصة في الأسر الممتدة وكذلك بين أفراد ذات الأسرة حينما يتعلق الأمر بانتساب كل موظف منهم لمؤسسة حكومية مدنية أم عسكرية أو أمنية أو مؤسسة خاصة، فضلا عن ذلك هناك بعض الأسر لديها التزامات تتعلق بأقساط الدراسة في المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها.
لذا أصبح على الجهات المعنية إعادة النظر في مواعيد نزول الرواتب لجميع الموظفين في مؤسسات الدولة، والعمل بآلية عمل موحد تسهم في زيادة التناغم الأسري لتعزيز ثقافة التخطيط المالي السليم.
فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت…