زينب محمد عبدالرحيم
كثيرا ما تتردد عبارة الإبداع تعبيرا عن العمل المتميز او الفكرة الجديدة و المبتكرة و أيضا المتفردة ، وكثيرا ما يستدعي واقعنا في شتى المجالات إلى تلك الفكرة الإبداعية التي ستجعل من صاحبة أو المؤسسة علامة و أيقونة متفردة وعادة ما نرى ان الفكرة الإبداعية إذا تم توظيفها بشكل صحيح ومناسب يتبعها نجاح وشهرة وتصبح مثالا يحتذى به وكلا حسب مجاله ، ومن هنا كان من المنطقي ان نتعرف على ماذا يعني الإبداع من وجهة نظر علماء النفس والاجتماع وما علاقة الإبداع بالذكاء وما الفرق بينهما .
نظر العلماء الى الابداع على انه استعداد شخصي او انه عمليه داخليه او اسلوب حياه ،ونظر اليه اخرون على انه موجود لدى الاطفال والمراهقين والراشدين وحتى لدى كبار السن ،وان الابداع ايضا ينتج عنه الابتكارات والاختراعات العلمية والنتاجات الأدبية والفنية والافكار الجديدة .
ويرتبط الابداع بشكل مباشر بالذكاء والصحة النفسية والأصالة وانه يكتمل من خلال عمليه تحقيق الذات حيث اشار Whitifield الى ان
الفكرة الإبداعية لابد ان تكون متسمه بالجدة والبساطة والمناسبة والدقة والاكتمال ونظر ما كلير الى الابداع على انه يجسد نوعا من التفاعل المركب بين التفكير الواقعي والتفكير الخيالي
وعرف بارون ن الابداع في جوهره طاقه يتم توظيفها للعمل بطريقه بنائيه ووفق لما عرفه بارون فأن لابد وان يميز الانتاج الإبداعي المناسبة او الملائمة الجمالية خاصتاً في الفنون والادب ،فإن الابداع هو المجال الاكبر الذى يحتوى بداخله عمليات وانساق معرفيه متطورة ومتميزة منها الموهبة والاختراع والابتكار والاكتشاف والعبقرية .
وعند النظر الى مجال الادب فهناك مميزات عديده تميز الشخصية الأدبية وهى في غالب الامر ما تتسم بالذكاء اللغوي فيكون عند الفرد المبدع قدره مميزه على استخدام اللغة وتكوين وتركيب الجمل وفهم المعاني وايضا لهم قدره على صياغه العبارات البلاغية والتلاعب بالألفاظ ومما لاشك فيه ان اللذين يتميزون بهذا الذكاء هم الشعراء والادباء .
فلابد وان نفرق بين الإبداع وبين أنواع الذكاء المتعددة فالشخص الذكي البارع في العلوم والرياضيات ليس بالضرورة ان يكون مبدعا صاحب فكرة إبداعية مبتكرة ولكن الشخص المبدع لابد وان يكون متمتعا بنوع من أنواع الذكاء سواء لغوي ، وعاطفي او اجتماعي …الى أخره من الذكاءات
ولكن الذى حقا يثير التساؤل هل الإبداع فردي تسيطر عليه النزعة الفردية او انه يتم داخل جماعة تتشارك في أنتاج هذا الإبداع ولكن واقع الأمر يعطينا إجابة ولكنها بالطبع غير مطلقة ،فنجد دول مثل الصين واليابان ودول شرق آسيا تعتمد على الجماعة ولا تعترف بالشخص او الإبداع الفردي ، فالفرد في هذه المجتمعات الاشتراكية لابد له وأن ينصهر داخل الجماعة و يتفانى من أجلها فالفردية ليست لها مكان ولا مكانة في هذه المجتمعات ولا تقابل إلا بالخروج والانشقاق عن المجموعة .
اما في المجتمعات التي يغلب عليها الرأسمالية فنجد النزعة الفردية هي التميز والانفراد هو سمة المبدعين الناجحين ماديا والانخراط في الجماعة لا يرى الا من زاوية التنميط و إعادة إنتاج لنماذج متشابهة إلى حد التناسخ الذى لا جدوى منه إلا انتاج قطيع يسير خلف الفرد الواحد المبدع .
