اللقاءات العائلية… تراحمٌ وتلاحم
هلال بن حميد المقبالي
لاشك أن التطور المدني والتقدم التكنلوجي قد تأثرت بهما معظم المجتمعات، حيث اوجد فجوة بين العائلة الواحده، وغاب التلاحم والتراحم الأسري فيما بينهم.
ولا يخلو مجتمعنا العماني من هذا التأثير، و لكننا ما زلنا بخير في مجتمعنا، وما زالت بعض اللقاءات مستمرة بين الأقارب والأرحام، رغم التطور المدني، والتطور التكنلوجي، ولو أنها بدأت تنحصر تدريجياً في بعض الأسر، ولكن يجب أن نحمد الله و نشكره على نعمائه، فما نشاهده من تفكك أُسري في بعض البلدان التي نزورها، لم نراه في مجتمعنا، ولا نتمناه أن يكون بين أسرنا.
إن التجمعات واللقاءات الأسرية هي صلة للرحم والتواصل بين الأجيال من خلال التعارف، فكثيراً من الأسر وللأسف الشديد لا يتعارف أبناءهم فيما بينهم، رغم أنهم أبناء عم، أو أبناء خال، ويرجع السبب الى عدم اللقاءات والتجمعات الأسرية المتكررة ، والتي بدورها تنمي المعرفة والصداقة بين أفراد الأسرة، واللقاءات الأسرية لها دور رئيسي في تقريب المسافات بين أبناء العائلة الواحدة، وتسهم في زيادة الترابط الأسري ، وتساعد في تقارب الأفكار والتعاون، وتصحيح وتعديل بعض المفاهيم الخاطئة وطرح المشكلات بشكل صريح وحل الخلافات البسيطة إن وجدت، مما يؤدي إلى التوافق الأسري، والعائلي في نبذ بعض الخلافات التي قد تكون سبباً لسوء فهم أو ما شابه.
و لقد سمعت الكثيرون يقولون أنهم لم يعرفوا أولاد عمومتهم و عماتهم او أبناء أخوالهم وخالاتهم، إلا عند وفاة أحدهم أو من ذويهم، والسبب عدم التواصل فيما بينهم وعند سؤالي عن السبب ، كان الرد أنهم يسكنون بعيداً عنا، ومن المفارقات أن أحفاد خاله يعملون في نفس الجهة، ولا يعرفون أنهم أقارب إلا عندما توفت أم أحدهما، فجاء الآخر لتشييع جنازة أبنة خالته، وتقديم واجب العزاء، و الآخر يظن أنه جاء كونه زميل عمل و ليس كقريب، وهناك قصص عدة على شاكلة هذه المواقف، لكنها ليست بتلك الكثرة التى نخشاها، فهي قليلة لكنها تبقى مصدر يؤرق الترابط العائلي، والأُسري في المجتمع .
الجميع يتفق على أهمية تنظيم، مثل هذه اللقاءات العائلية، لأنها ركيزة من ركائر التربية لدى الناشئة، فهي محور أساسي من محاور الترابط المجتمعي والأسري، و التي حثنا عليها الدين الإسلامي، فهي مدعاة لصلة الرحم والتراحم، و منهاج التعارف ببن أفراد العائلة، والتآلف والتقارب فيما بينهم، وتكوين صداقات وعلاقات حميمة.
وأخيراً… إن مثل هذه اللقاءات سواء كانت أسبوعية، أو نصف شهرية، أو شهرية لها ثمارها الإيجابية سواء على مستوى الأُسرة والعائلة أو المجتمع، وكلما كانت فترة اللقاءات قريبة كلما كانت أعظم نفعاً، واكثر تأصلاً وإستذكاراً.