كونوا مع الوطن في عهده الجديد
راشد بن حميد الراشدي
عضو مجلس إدارة جمعية
الصحفيين العمانية
أيا موطني إننا في حِدَادٍ
نُنَكِّسُ أعلامَنا أَربَعِين
رعانا بعهد الحياة بلطف
وبعد الممات بعهد مُبِين
فَوَصَّى بنا هيثماً إذ تَوَّخَى
رآى فيهِ أهلِيَّةً مُستَعِين
رآهُ رَضِيّاً رَعِيّاً أَميناً
قَوِيّاً سَوِيّاً وكُفْأً رَزِين
فلا تَبتئِس يا أبانا فإنا
على العهد واسمُكَ في الذاكرين
من قصيدة القاضي/
أبي علي الشعيلي
وأنا يسيل قلمي المثقل بفراق السلطان الراحل – طيب الله ثراه – لليوم السادس على التوالي حاملاً آهات وأحلاما وآماللً وهمومَ وطنٍ صُنع بعرق الحياة وجهاد العظماء من أوفياء عمان الغيورين على مدى سنين شامخة.
ومن تلكم السنوات والعهود ولد اليوم عهدٌ جديدٌ
حيث لا زالت بواكير أيام حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ال سعيد المعظم -حفظه الله- تتوالى في سدة الحكم ولا زالت عمان تنهض من صدمتها بفراق الحبيب المغفور له السلطان قابوس بن سعيد مؤسس دولتها الحديثة وصانع المنجزات ولا زال ثرى مجده مزهراً بأفعال الرجال المخلصين .
عهد جديد أطل على عمان كما كان العهد السابق والذي ولد من رحم الأمنيات الخيرة لهذا البلد والذي تجلى فيه الخير كنهرٍ مدرار يروي عطش السنين العجاف التي مرت على عمان من مسندم إلى ظفار فيزهر الزرع ويخضر بين بساتين خضراء يانعة بمختلف الثمار والزروع قطفها العماني وعاش في كنفها خمسين عاماً إلى يومنا هذا .
واليوم ينطلق عهدٌ جديدٌ يتطلب منا جميعاً أن نشمر عن سواعدنا من جديد كلاً في مجاله وأن نتكاتف مع الحكومة في برامجها ومشاريعها وأهدافها القادمة لرفعة عمان وازدهارها واستقرارها .
اليوم يجب أن يلتفت العماني نحو بناء وطنه بأمانة المسلم في عمله وبيته وبيئته كي ترتقي الأوطان وتتطور البلدان وتسابق عمان في عجلة البناء الزمن لجعل عمان دولة متقدمة في جميع ميادين الحياة .
تحديات كبيرة أمام المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وهو يرسم مستقبلَ عمان ويواصل المسيرة بروحٍ وثابةٍ صادقةٍ مع الله وشعبه الكريم من أجل العمل على بناءه وسعادة من يعيش على كنفه فعمان بلاد الخير والنعم كما دعى لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالخير والأخلاق الحسنة فعاشت في عهدٍ سعيد وتبدأ اليوم بعهد سعيد آخر؛ يتطلب أن يحمل الجميع لهذا الوطن الأمانة كلاً من موقعه، وسنرى وسندرك بعد ذلك عظمة ما خلفه جلالة السلطان الراحل – رحمه الله – لعمان من حضارة حديثة ودولة عصرية تمتد جسورها في شخصية جلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد -أبقاه الله – الذي سيواصل حمل الأمانة الجسيمة من أجل وطنٍ تحفه عناية الرحمن وتكلؤه عينه التي لا تنام .
فهبوا أبناء عمان بناة لوطنكم وعيشوا فداه في كل ثغر من ثغوره؛ مدافعين عنه بالعمل الجاد الصادق، والبعد عن كل ما يسيء للوطن من تخاذل أو فساد، فلن تفلح أنفس الخائبين ولا الخائنين في بناء أوطانهم ولا أنفس الجاهلين.
فعمان وطنٌ أُنشأَ على البذل والعطاء وسيبقى عزيزاً بأبناء شعبه الأوفياء المتقين الباذلين أنفسهم وأموالهم فداءً لوطنهم الغالي من أجل مستقبلٍ سعيد تحت قيادة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد -حفظه الله- نحو عُلا عمان وسعادة أهلها .
فكونوا مع الوطن رجالاً في عهده الجديد .