رحل بسلام .. رجل السلام
هلال بن حميد بن سيف المقبالي
كيف للأقلام ان تكتب، وهي يكسوها الحزن، و الألم، وكيف للكلمات ان تجتمع بعد ان تناثرت ابجدياتها.. فقداً، لمن كان لعمان شمساً مضيئةً، ونبراساً تهتدي به، لتعانق مجداً اسسه بكفر متزن، لم يكن حاكما فقط، فقد كان الاب، والمعلم، والمصلح، لعمان وشعبها، كان الخبر صاعقة لعمان، و شعبها، وللعالم، ولكن هذه هي مشيئة الله..انني أكتب هده المقالة وانا في قمة الحزن والأسي، الدموع تنهمر والقلب منفطر، فكيف لا أحزن والفقد هو مولانا جلالة السلطان.
خمسين عاما قضاها يبني عمان، مكانةً تطوراً، وتنمبةً، بناها بنهج متزن مدروس. وأُسس حكيمة وقّادةٌ، بناها بخطى واثفةً متينةً صلبة، لذلك هي ثابتة بمبادئها، وقيمها، مزدهرة بعراقتها، معتقدا جلالته رحمة الله عليه، أن مابنيّ علي ثقةً، و وعي، و ثبات، سيظل شامخاً، خالداً، و منيراً، لسنوات .
كلنا كان يذكر كيف كانت عمان؟ قبل حكم جلالته رحمه الله، وكيف أصبحت، رحل رجل السلام بسلام ، رحل بعد ان أوفى بما وعد، وأنجز ماخطط له، ولكن رحيله اوجد لنا ألم كبير، وحزن عظيم يخيم على عمان وشعبها، وللعالم احمع، لحظات حزينة عشناها ونحن نتابع مسير جثمانه الطاهر الى مثواه الأخير.
رحل جلالة السلطان قابوس جسداً ولكنه سيبقي في قلوب الشعب نبضاً، وفي اجسادهم روحاً، وفي فكرهم ذكرى، سيبقى حبه وأسمه تلهج به الألسن وتبتهج به النفوس..
يا ربنا ارحم جلالة السلطان
وألطف بالشعب في الاوطان.
رحم الله جلالة السلطان قابوس و َغفرله..