2024
Adsense
مقالات صحفية

بين أزمة طاحنة ورسوم قاصمة

‏راشد بن حميد الراشدي
عضو ‏مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

مع ما يعانيه العالم من أزمة ارتبطت باقتصاديات معظم الدول، وهاجمت ضعيفي ومتوسطي الدخل بشكل مباشر نظرا لأنها الطبقة الكادحة في جميع الشعوب، وهي من تتأثر بشكل مباشر نتيجة عوزها وفقرها وارتباطها بمكسبها اليومي لتأمين لقمة العيش لأبنائها .
فإذا هاجمتها مثل هذه الأزمات تأزمت وعاشت في همٍّ ودَين وأرق يعلم الله سره ومُره .
ومع الأزمات تبدأ أتون الرسوم والضرائب التي تُفرض عليهم تنخر مصدر رزقهم، ويبدأ شبح البحث عن وظيفة وتوفر لقمة العيش الكريمة يزداد صعوبة ومعسرة على المواطن الكادح، بل إن هناك من يستغنى عن خدماته لضعف المؤسسات أو الشركات العاملة المتأثرة بالأزمة في بلده .
الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تحل على العالم ساهمت في بزوغ هدم جدار الإنسانية جمعاء فبدلاً من تطبيق الآية والآمر الرباني ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾.
انقلبت عكس ذلك؛ لكي لا يخسر الأغنياء أموالهم وفوائدهم التي اعتادوا عليها؛ فجاءت الرسوم التي تقصم ظهر الضعيف المكافح مع شح الأرزاق وتجنب المساس بالغني اليسير مع ما يملكه من موارد ومدخولات .
فأصبح العالم في وضع صعب حلوله بسيطة بإنفاق الغني على الفقير، ووضع وفرض الرسوم على الطبقات الغنية قبل الفقيرة، واتباع المنهج الرباني في إخراج الزكاة والصدقات والبذل والعطاء وتخفيف الرسوم الهدامة للأوطان التي تمس المواطن الضعيف في عيشه، ووقف العمل بالفوائد البنكية المركبة .
معادلات يجب السعي لها والأخذ بيدها لرفعة الأوطان، ودوام السؤدد والعلاقات الطيبة الحميدة بين بني البشر.
فانتشار الفوضى والسرقة والقتل في بعض البلدان بسبب العوز وقلة مصدر العيش، والرسوم والضرائب التي تنهش العظم واللحم والتي ساهمت بها قوانين الغابة التي فرضها بنو البشر على بعضهم البعض .
اليوم ما زالت الأوطان متماسكة فيجب السعي لإيجاد حلول أكثر جدية، لنجاح الجهود المبذولة للتخفيف من الأزمة من خلال تخفيف الرسوم عن كاهل المواطن العادي، وتوفير الوظائف وإعداد استراتيجيات وطنية للدول لتشغيل المواطنين وتأهيلهم لبناء أوطانهم، بعيدا عن تأثير تكتلات لا تريد إلا إشباع أنفسها دون الالتفات للغير .

الضغط على بعض الطبقات مع الأيام سيولد نتائج عكسية على الدول التي لم توجد الحلول الحقيقية ولم تسع لها، والمواطن البسيط لا يهمه سوى لقمة عيش أبنائه وسيضحي بالغالي والرخيص لبناء وطنه إذا توافر له العيش الكريم .
خففوا الرسوم وعززوا الوظائف والأعمال، واجمعوا من الأغنياء للضعفاء واستثمروا طاقات الشباب والأجيال القادمة؛ ستجدون أوطانا يرتفع مجدها إلى عنان السماء ….
فبالعمل والهمم الوقادة ستعود الأمور إلى مجاريها ….
فالأوطان كفاها هموما
والمواطنون كفاهم عسرا وشدة.
والغد القادم أفضل بإذن الله .
فيسروا ولا تعسروا .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights