أحباب الله
علياء بنت سعيد العامرية
إن الله من على هذا العالم بأطفال كالأقمار تنير العتمة، و تزيل الظلماء بضحكات عفوية وابتسامات جميلة، ولكن ابتلى الله بعضهم بإعاقات مختلفة؛ لأنه يحبهم،
والإعاقة كما يعرفها حسن الخطيب بقوله: }إن (المعاق أو المعوق) هو الشخص الذي يصاب بعجز معين في أحد أعضاء جسمه، مما يجعله غير قادر على التكيف مع المجتمع على نحو طبيعي، أي أن الإعاقة في هذه الحالة تعني عدم القدرة على تلبية الفرد لمتطلبات أداء دوره الطبيعي في الحياة، المرتبط بعمره وجنسه وخصائصه الإجتماعية والثقافية، وذلك نتيجة الإصابة أو العجز في أداء الوظائف الفسيولوجية أو السيكولوجية، ويدخل في نطاق هذا المعنى أنواع الإعاقة المختلفة، كالإعاقة العقلية والسمعية والبصرية والجسمية وصعوبات التعلم.{
إن المعاقين ولا سيما الأطفال يحتاجون إلى عناية خاصة ابتداء من الأسرة مرورًا بالمدرسة ومراكز التأهيل وانتهاءً بالمجتمع، ولا يحتاجون إلى نظرة شفقة بقدر احتياجهم إلى الشعور بأنهم أسوياء.
رغم وجود مدارس ذوي الاعاقة، ومراكز التأهيل لهم إلا أننا نحتاج إلى تأهيل أسرهم، فكثير من الأسر يحتاجون إلى تدريبهم على كيفية تقبل الأبناء من ذوي الإعاقة.
لطالما سمعت عن أم تبكي طويلاً على طفلها المصاب بالتوحد، ولطالما سمعت قصص لأطفال لا يجدون اهتمام من قبل أسرهم، ولطالما سمعت عن أطفال كرهوا حياتهم بسبب رفض الأسر لإعاقتهم.
من وجهة نظري فإِن كل أسرة لها طفل مُعاق تحتاجُ إلى تدريب في كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة تفاديًّا لأي تعامل قد يضر بأولئك الأطفال, فإن بكاء الأم على طفلها قد يشعره بأنه عالة على أُمه والمجتمع, وقد يُفكِر في سلوكيات غير سوية، كالهروب من المنزل، ورُبما إيذاء نفسه والآخرين، لِذا فإِن الحذر في التعامل معهم، والحذر من نظرة الشفقة سيخلق طفل مُحب للحياة ومبدع وناجح في حياته.