تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
قصص وروايات

عتاب وحساب…

إلهام السيابية

كانت المحاضرة تتحدث عن العذاب والعقاب وإستهتار الناس بحلم الله وأن كثرة الأهوال التي تحدث من زلازل وبراكين هي مجرد إنذار للناس للإتعاظ  والعبرة ..حديثها كان جميلاً ومخيفاً  ..حنوناً  ومعاتباً …استرعى انتباهي سيدة تجلس في الصفوف الأمامية كانت لطيفة المحيا مبتسمة الوجه وتحيط بها هالة غريبة من الشموخ والكبرياء وفي نفس الوقت تواضع وخجل ، طلبت منها المحاضرة ان تتلو آيات معينة من القرآن ، وإستمع الجميع، كان صوتها اخاذاً،  هادئاً ،يأسر القلوب، وبعدها إنتهت المحاضرة القيمة وإستغربت لمرور الوقت سريعاً وأخذت أسلم على الحضور ورغم قلة العدد الذي لا يتجاوز العشرين إلا أن المكان تشعر به مكتظاً بالناس ، وكأن ملائكة الرحمن تتزاحم فيه ، وتوقفت عند تلك المرأة التي إسترعت إنتباهي وفضولي ، ورحبت بي وهي تعرفني بإسمها ام سليمان .شكرتها على القراءة الطيبة ولكنها احنت رأسها وهي تقول لست اهلاً له …فسألتها لما؟ فأخذت الدموع تترقرق في عينيها ولكنها لم تقل شيئا ..ولكنها  همست : ادعو الله ان يثبتني عليه .
جلست معها في حديث شيق لأعرف واستكشف لما هذا الحزن…فقالت :
احب مجالس الذكر كثيرا ولكن بي خصلة اتمنى من الله ان يساعدني على التخلص منها ويثبتني على ما انا عليه الآن.
فقلت : اي خصلة تقصدين ؟
احب قراءة القرآن واعين اولادي لحفظه وقراته وأحاول أن ازرع ما فيه صلاح لهم ..وأجالس مجالس اهل العلم والذكر لأستقوى على نفسي الإمارة بالسوء ….
قلت لها : انت تبالغين؟
صمتت ثم تابعت قائلة :
ربما لأنني التقيت بك هنا في هذا المجلس المبارك  تقولين هذا
ساصارحك بدواخل نفسي ..  أحب الأفراح ومشاركة الأهل في السراء والضراء احب الزينة والتزين ، عندما أكون وحيدة أدندن بأغاني قديمة وعندما أتذكر نفسي أعود وأستغفر، أحب  ان أغير بعض التفاصيل وليس كلها ولكن اترك فاصل لأجدد حياتي وأعود وقد امتلأت شوقا وحبا لنفسي ، احب ان أترك  بصمة  في عالمي في حياتي ولاولادي ، ولكن ماذا ستكون تلك البصمة،  كم أحاسب نفسي أحيانا كثيرة لتصرفات أقوم بها  ولكن يغشى القلب هنا غلافاً أخر من العتاب واللوم، فاتذكر سيدنا سليمان لشدة حبه للخيل كما جاء  في القرآن (( فطفق مسحا بالسوق  والأعناق ..))لأنه عرف ان الخيل أخذته عن الذكر فذبحها كلها لكي لا تشغله عن الذكر،  ولكي تكون لنا تلك القوة ، علينا أن نصافي نفوسنا، ونصل  بها لدرجة الإقتناع والقناعة ،  ان نجتهد ونحاول ان نغالب نفوسنا للخير ، تخلل الحوار الكثير من الجدل لإختلاف الآراء المعارضة  والمحايدة وبقينا نتجاذب أطراف الحديث إلا أن سمعنا صوت الآذان، وانتهى اليوم وافترقنا، وكلي أمل أن نلتقي من جديد .

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights