التغير المناخي والطاقة حقيقة أم خيال؟
د. حسين كاظم
أستاذ مشارك وخبير طاقة
كثر الحديث في السنوات القليلة الماضية عن ظاهرة التغير المناخي والاحتباس الحراري. يعرف التغير المناخي على انه تغير في معدل حالة الطقس يحدث لمنطقة معينة، ومعدل حالة الطقس يمكن ان تشمل درجات الحرارة، الرطوبة، معدل تساقط الامطار او الثلوج، وسرعة واتجاه الرياح وغيرها. وقد تحدث هذه التغيرات لاسباب مختلفة منها العمليات الديناميكية للارض كالبراكين، أو بسبب خارجي كتغير شدة الاشعاع الشمسي أو سقوط النيازك ، ومؤخراً بسبب نشاطات الإنسان.
ان انعكاس التغير المناخي على كوكب الارض والانسان خطير جدا، ومن انعكاساته انه يودي بحياة اكثر من 150 الف شخص سنويا، كذلك انقراض الكائنات الحية ومن المتوقع ان تصل الى 20% من الأنواع الحية البرية بالانقراض مع حلول عام 2050. ايضا التغير المناخي بدأ يكبد صناعات العالم خسارات بمليارات الدولارات كالصناعات الزراعية. لكن ما حدث ويحدث ليس بهول ما قد ياتي في المستقبل.
ان السبب العلمي لحقيقة التغير المناخي هو ان طبقة الغلاف الجوي تحتوي على مجموعة من الغازات الدفينة بنسب معينة تعمل على التحكم بدرجة حرارة الارض، وتغير هذه النسب يؤدي الى ارتفاع حرارة الارض مما يؤدي الى تغير المناخ على الكوكب. ومن اهم هذه الغازات ثاني اوكسيد الكاربون، الميثان، سادس كلوريد الكبريت، وغيرها. ان ثاني اوكسيد الكربون يعد من اهمها واكثرها تاثيرا على التغير المناخي. وقد انقسم رأي العلماء الى ثلاث سنستعرضها ونترك القاريء الكريم لاختيار ما يراه مناسبا.
الرأي الاول يذهب الى ان سبب زيادة نسب الغازات الدفيئة هو الزيادة في نسب التلوث الجوي الناشئة عن ملوثات طبيعية (كالملوثات العضوية وحرائق الغابات والبراكين) وملوثات صناعية تنتج عن نشاطات الإنسان من استخدام للطاقة (فحم وبترول وغاز طبيعي) وعن الغازات السامة المنبعثة من المصانع وقطع الأخشاب وإزالة الغابات. ولذلك بدأت الدعوة الى استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة وكذلك السيطرة والحد من الاشعاعات الملوثة للبيئة.
يستشهد اصحاب هذا الرأي بان التوجه نحو تطوير الصناعة في 150 سنة المنصرمة ادى إلى استخراج وحرق مليارات الاطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الاحفورية اطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أوكسيد الكربون وهي من أهم أسباب التغير المناخي. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع درجة حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. واذا اراد الانسان تجنب العواقب الأسوأ فعليه ان يلجم ارتفاع درجة حرارة الارض لتبقى دون درجتين مئويتين.
اما اصحاب الرأي الثاني فيذهبون الى ان نشاطات الانسان والتلوث الناجم عنها غير كافي لاحداث هذه الظاهرة، بل يذهبون الى ان الارض تمر بمراحل ارتفاع وانخفاض في مستوى درجة الحرارة ويستشهدون بالفترة الجليدية أو الباردة نوعا ما والتي حدثت في أوربا بين القرن 17 و 18. ثم بدأت حرارة الارض ترتفع مرة اخرى ويعتقدون ان هذا الامر طبيعي.
اما الرأي الثالث فيذهب الى ان السبب في زيادة درجة حرارة الارض هو الرياح الشمسية والتي تؤدي الى نقص كمية الاشعة الكونية وبالتالي نقص السحب التي تساعد على تبريد كوكب الارض.
بعد هذا الاستعراض لاراء العلماء للقاري الكريم حق في تبني اي منها، ولكن لايختلف القراء انه هناك تغيرات كبيرة في مناخ الارض بين اعاصير وبراكين وسيول وثلوج وجفاف وارتفاع وانخفاض في درجة الحرارة وهجرة غير طبيعية للانسان والكائنات الحية على حد سواء. ايضا قد لانختلف على ان نشاطات الانسان اصبحت ملوثة للبيئة فطعام الانسان اصبح صناعيا عادات الانسان اصبحت صناعية الاماكن الخضراء بدأت بالانحسار على حساب البناء والتمدد العمراني فهل هذا طبيعي؟
هي دعوة الى الانسان لمراجعة نشاطاته لتكون اكثر صحية واقل تلوث واطول ديمومة والسعي لاقامة مناطق خضراء والسيطرة على التلوث بما يخدم الكوكب والانسان!