الخواطر
جنية الكاتب ..

سليمان بن حمد العامري
أمتطي كالبُراقِ الدرب
وأكتب كلماتٍ
لتشرق نورًا
يضيء دربي
ودرب غيري
لا أكتب كي يُقال: من أنا
فالاسم عنوان
والجوهر أبعد من التعريف
أكتب لأفرغ ما في داخلي
وما في داخل غيري
قد يكون فرحًا
وحزنًا
وقلقًا
كأن القلم صدرٌ مفتوح
يتسع للجميع
هكذا هويتي
وهوية كل من أمسك بحبر القلم
أن نكون معبرًا
لا غايةً
وصوتًا
لا ادعاءً
يظن بعضهم أننا نصطنع الوهم
ولا يدرون
أن الوهم
هو ما لم يجرؤوا على رؤيته
ففي مخيلة كل كاتب جنيّةٌ
كأنها فنانةٌ
ترسم لوحات الوجود
فتتجلى الطبيعة
أمام عين الخيال
نكتب كأننا نشاهد
مشاهد مرسومةً
نراها بالقلب
قبل العين
ونخطها بالقلب
قبل الحبر
دمي هو الحبر
ينطق بالكلمات
دون تكلف
فيروي الورق إبداعًا
من نسج الخيال
حتى إذا انتهينا
وسكنت الكلمات
نظرنا إلى أنفسنا بهدوء
فاكتشفنا
أننا لم نكتب نصًا فقط
بل وُلدنا .. من جديد

