عن النعيم ..
خولة بنت محمد السعدية
التقلب في الفراش الوثير،
والتنعم بالدفء،
ولبس الحرير ،وأنعم الاقطان.
تصحو وأنت بين ذويك مطمئنا،
وعلى رأسك سقفا يظلك،
كل هذا وأنت آمن على نفسك ،ومالك، وأهلك، وعلى حلمك،وعلى كل ما أنعم الله به عليك.
وما زلتَ يا صاحبي تنتظر معجزة حتى تمكث في ظلال الشكر الوارف!
تنتظر مُلكا حتى تردد الحمدلله،
وتنتظر مجهولا يدفعك للحمد.
وأنت سليم الأطراف، مُعافى البدن ،وبقلبك حب مكنون، واحساس محفوظ، وأنت تُمسي وتصبح مأمون العرض والمال والأهلون.
أسباب شكر النعمة اليوم ليست ضبابية،
كل شئ يتجلي أمامك صاحبي،
الشاشات وما تعرضه علينا بكرة وأصيلا من معاناة أهل الخيام، وضيق ظلمة الأنفاق ،وناس تشتتهم الحروب،
والمنكوبين بالكوارث الطبيعية ،والمصائب المفتعلة بشريا!
كل هذا، وأنا وأنت نرى مَن لا سقفَ يحميه، ولا ماء يرويه، ولا زاد يُقيم صلبه، وأهله مشردون ، أو مغدورٌ بهم ،
وقد لا يجدوا قوتا لأيام!
ألا يدفعنا هذا نحو صومعة الحمد؟
ألا يذكرنا بكمية النعم الهائلة التي لم نوفي شكرها؟
ألا يجعلنا نبذل ونتصدق ونعطي؟ حتى لا نُمْنَع.
بل حين يمسنا ضرا بسيطا عابرا ،فإذا الواحد منا “كفورٌ عجول” فلنتفكر يا صاحبي ولنعد جوابا لسؤال ينتظرنا
“ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ “.


