ثرثرة عابرة ..
مريم شملان
أعوام مَضت وأعوام تأتي وأعداد وأرقام كثيرة تمر علينا
وشهور وأيام لا تُعد ولا تُحصى، ونحن في دوامة أيامنا من مناسبات جميلة أو وقت حزين، وليالي سعيدة وأنتظار وأمل وفرحةً صغيرة تأتي ودمعة نُزيحها بمنديل، وأبتسامة نُخفيها بُحب ونُظهرها لسعادةً غامرة في هذي الحياة الصاخبة .
الدنيا بميزانها الكبير نحن جميعنا فيه ونعيش بداخلة ويحملنا بِكَلتا كَفيه إما صعود وإما نزول، نشتكي لمن نُحب ونهذي بصوت مرتفع ونتمتم بهدؤ ونبكي بصمت ونتحدث بمنطق ونستمع بإنصات لكل من نُحبهم وكل ما نُحبه ، نختلف ايظاً ونرتكب الحماقات ونستقيم، ونقع بالأخطاء، ونُصحح إعوجاج ونقيم ما سقط ونضيع في متاهات الحياة، البعض يمضون بالطريق أُلفةً ومحبة، والبعض يفترق بأول الطريق أو بآخره، والبعض لا يصلوُن نهايته تقف أحلامهم وتتبخر وتموت،وهناك من يمر عليهم الوقت لكثرة المعاناة لا يدركون الإحصاء والعد فالأيام جميعها مُتشابههة، الوجع، الحزن، اليأس من أستمرار الأنتظار الطويل في ما هم فيه دون تغيير،
لا يفهمها إلا من ذاق لسعات حرش الأرض وحروق الشمس، وبرد الشتاء وحرارة الصيف، وكذلك أحياناً لشح الأمطار تاتي الأحلام مُمطرة، ولشدة البرد تأتي الأحلام بالدفء ولقوة الريح نصارعها للبقاء رغم الشقاء والظلم من بني البشر لبعضهم البعض، هناك من يضع روحه فداء لأجل العدل، والحق، وهكذا كنا بهذي الأرض منذ الأزل ذلك ومنذ ان أتكأت الدنيا على” قَرنيها” وعاش بني أدم فيها .
أفكر بأن الجميع يستطيع أن يأكل بملعقة ولكن يوجد من لا يمتلك الطعام حتى يجرب الملعقة، وأيظاً القليل من لدية ملعقة من ذهب والكثير من يكون حُلمه أمتلاك ملعقة مثلها من ذهب ،وألأغلب بالوقت الحالي وبالوقت السريع والساعات التي تمر بلمح البصر يجيدون لعبة البقاء والمضي مع التيار أينما يتجه ، لهذا ليس لديهم إلا بقضاء الوقت كيفما تكون ساعاته ، هذي حياتنا بالحروب والدم والبكاء، والظلم، والقهر، والغدر، والخيانات وكذلك الحُب والعشق والإنتماء والولاء المُميت أحياناً، الأعوام تاتي وتمر علينا وتذهب عنا وتودعنا وتزورنا إما بالنكبات وإما بالأفراح وإما بالأمراض وإما بالموت والفواجع، وتلك أقدار من الله والأعوام ما هي إلا تاريخ يُكتب ليوم ولأسابيع ولشهور ويُذكر فيما بعد لتحديد ما كان ذلك التاريخ واليوم والساعة الذي كنا به والذين كانوا معنا وحدث كيت وكيت ، وعندما نعود ونتذكر ما كنا وما يكون حالنا اليوم يولد الأمل من جديد ليكون العام الذي بدأ في وضع خطواتة على عتبة باب الأيام الجديدة التي تطوي الشهور بعام، نأمل ان يكون الأجمل من كل الأعوام التي ذهبت وهي تأتي لتأخذ أجمل أيامنا وأجمل سنوات أعمارنا .



