«البنت الصغيرة »
بدرية السيابية
تجولت في السوق الشعبي في قريتها الصغيرة وأصوات الأطفال العالية تترنم من كل زاوية من زوايا السوق ذات المساحة الصغيرة، جلست على مقربة من رجل عجوز جالس على صخرة رممتها الرياح منذ زمن بعيد، بعد السلام والتحية أقبلت على رأسه لتقبله قبلة البنت لأبيها الحنون هكذا كان إحساسها الجميل، وأظهرت السعادة والبسمة الخفية على ملامحها وهي تتحدث معه بكل ما تشعر به من همسات باتت تعلو رويداً رويداً، فابتسم لحديثها ومسح على رأسها الصغير ونزلت دمعته الحزينة على خده وتلعثمت الكلمات في زحام أفكاره، وتذكر أيامه مع إبنته صغيرة السن، ولعبتها المخبئة بين ذكريات الأمس، فتحدث قائلا :نعم فارقت الحياة والروح صعدت لخالقها ،وبقت ذكراها تحوم في المكان، فإني أشتاق لها كشوق طفل ضاع عن أمه، كوطن يشتاق الأمن والسلام، فانتي تذكرينني بها، فهل تقبلي أن تكوني إبنتي وستجديني كل يوم في نفس المكان ؟
إبتسمت وهزت رأسها بدون كلام معلنةً عن قبول ذلك القرار، وهكذا أصبحت تأتي للمكان تنتظر من أسمته «الأب الحنون ».