2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال: أثر مشاريع التخرج لصقل خبرات الطالب وجعل رحلة البحث عن العمل أقصر

بقلم د. حسين كاظم
أستاذ مشارك وخبير طاقة

رحلة البحث عن العمل هي الإرهاص الأهم الذي يواجه خريجي الجامعات وقد يطول أو يقصر بناءً على العديد من العوامل، في هذا المختصر سنتعرض الى هذه العوامل ومدى ارتباطها مع حاجات وتطلعات المؤسسات الحكومية والخاصة في رؤيتهم لشخصية المتقدم الى العمل، والتي قد يكون من اهمها: المعرفة والخبرة واللغة والمهارات. وهذه المواصفات ليس صعبا الحصول عليها وتوفيرها لخريجينا ولكن تتطلب جهود من قبل الجامعات والمؤسسات والطلبة. وسيكون محور الحديث عن ما هو متعلق بالطالب وخبراته النظرية والعملية على وجه الخصوص.
اما فيما يخص الطلبة فمن المهم ان يكون هناك تحديد مبكر للتخصص ووعي بمتطلبات سوق العمل وتوفيرها اثناء مرحلة الدراسة، والبحث عن المعرفة لا عن النجاح وتطوير القابليات واكتساب الخبرات، كما انه من المفيد جدا تقوية اللغة ومهارات الحاسب الالي. ومن النصائح التي قد تكون مفيدة هنا هو المشاركة في النشاطات والفعاليات العلمية لاسيما المؤتمرات وورش العمل وغيرها حيث سيؤدي ذلك الى تطوير خبرات الطلبة وتنمية مهارات العرض والالقاء عندم وتبادل المعلومات اثناء هذه النشاطات.
ان من اهم خبرات الطالب المكتسبة خلال فترة الدراسة هو ما يتضمنه مشروع التخرج. ان مشاريع التخرج التي تتبنى المشاكل العملية والواقعية المرتبطة بالصناعة العمانية له دور كبير في صقل خبرات الطالب وتهيئته للمرحة التالية للدراسة وهي سوق العمل، حيث ان الخبرة المكتسبة في مشروع التخرج سواء بكلا شقيها العلمية والعملية يهيء الطالب ويكسبه الخبرة والتدريب التي تنعكس على ادائه في مواقع العمل. كذلك من المفيد بمكان الاشارة الى ظرورة تبني ستراتيجيات لطرح مواضيع مشروع التخرج بما يرتبط ويناسب حاجة الصناعة في عمان فمن غير المناسبة البحث في مواضيع لاتنعكس تطبيقا في الواقع العماني. وهنا لابد من اتباع ستراتيجية بحثية في الاقسام العلمية والادبية المختلفة لتتماشى مشاريع التخرج مع متطلبات البلد، فمن غير المناسب البحث في مشروع تخرج هندسي عن تصنيع مركبة فضائية لزيارة كوكب المريخ في الوقت الذي تهمل المواضيع والمشاكل المرتبطة بعمان سواء كانت صناعية او غيرهأ، وبالتالي ترتيب الاولويات في المواضيع البحثية مهم جدا. كذلك لابد من ان يفسح المجال للطالب ليشارك باختيار موضوع مشروع التخرج ولا يفرض عليه.
كذلك عند ارتباط مشروع التخرج مع احدى المؤسسات لاسيما الصناعية سيقود بدوره الى توفير فرصة غير مباشرة لتدريب الطالب وهذا بدوره احد مصادر تطوير الخبرات. ايضا ستكون هذه فرصة تجريبية لصاحب العمل لاختبار مدى كفائة وجدية الطالب.
أيضا ربط المواضيع بالعناوين البحثية الرئيسية التي تبناها مجلس البحث العلمي العماني سيكون له الاثر الايجابي على مشاريع التخرج، حيث حدد مجلس البحث العلمي حاجات عمان البحثية في ستة محاور هي: الطاقة والصناعة، تقنية المعلومات والإتصالات، الموارد الحيوية والبيئية، الصحة والتنمية الإجتماعية، التعليم والموارد البشرية، الثقافة والعلوم الأساسية والعلوم الإنسانية. كذلك الاستفادة من المنح البحثية التي اقرها مجلس البحث العلمي لطلبة الجامعات سيكون مفيد لتوفير حاجات الطالب لاتمام البحث.
هي دعوة لطلبتنا الاعزاء ان يعتنوا باختيار مشاريع التخرج وان يستثمروها لتطوير القابليات والتهيء لخوض سوق العمل مستمدين العزم من الخبرات المكتسبة لخدمة عمان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights