2024
Adsense
مقالات صحفية

مقال: الطاقات المتجددة والبيئة في عمان

بقلم الدكتور حسين كاظم
أستاذ مشارك وخبير طاقة

لا يخفى على القارئ أن الطاقة نوعان متجددة وهي التي لاتنظب وغير متجددة وهي التي تنظب لان استخدامها اكثر من توليدها. اما الطاقات غير المتجددة كالنفط ومشتقاته والغاز الطبيعي والفحم واليورانيوم وغيرها فهي سائدة اليوم في العديد من التطبيقات كالنقل وتوليد الكهرباء وغيره، بينما الطاقات المتجددة كالشمسية والرياح والمائية وطاقة باطن الارض والطاقة الحيوية وطاقة الامواج وغيرها فقد بدء الطلب عليها يزداد في السنوات الاخيرة لعدة اسباب من اهمها تطور ورخص التكنولوجيا المستخدمة لاستثمارها. وقد نلمس البعد التنافسي بين نوعي الطاقة اذا ما قارنا اسعار النفط في الثمانينات حيث كانت اقل من 20 دولار للبرميل بينما نجد السعر اليوم بحدود 120 دولار للبرميل، ايضا في عقد الثمانينات كانت اسعار الخلايا الشمسية مثلا اكثر من 30 دولار للواط بينما نجدها اليوم تصبح اقل من 1 دولار للواط، ايضا نجد الامر مماثل في تكنولوجيا طاقة الرياح حيث تطور التكنولوجيا وزيادة الكفائة ورخص الاسعار مما ادى الى ان تكون الطاقات المتجددة منافسة للطاقات غير المتجددة. وتمتلك عمان العديد من الطاقات المتجددة حيث نرى ان الطاقة الشمسية في عمان في اعلى مستوياتها بحيث تصل اعلى قيم الى 950 واط\متر مربع مع يوم طويل وسماء صافية، اما طاقة الرياح فانها واعدة لاسيمى في المنطقة الشرقية والداخلية ومنطقة ضفار جنوبا، ايضا نجد ان المخلفات النباتية والحيوانية وغيرها من الممكن استثمارها بتوليد وقود حيوي، ايضا حرارة باطن الارض ممكن استخدامه لتوفير الماء الساخن والتدفئة وتوليد الكهرباء، كذلك طاقة امواج البحر واعدة على سواحل المنطقة الشرقية ومنطقة ضفار وصلالة على وجه الخصوص.

ولعل الاهتمام بالطاقات المتجددة لاينتج عن كونها رخيصة نسبيا وممكن الاعتماد عليها ولاتنظب كما هو الحال مع النفط والغاز الطبيعي ولكن ايضا بسبب الاهتمام المتزايد بالبيئة اما بدافع الاتفاقات الاممية او الاحتباس الحراري والتغير المناخي او زيادة اشعاع الغازات الملوثة او الخ. ان البيئة من اهم المواضيع التي اصبحت تحتل حيز مهم اليوم في حياتنا بسبب انعكاسها على الصحة والطبيعة والحياة. وعند الحديث عن الغازات الملوثة لابد من الاشارة الى الاحتباس الحراري الناجم عن الغازات التي تمنع اشعاع الارض للاشعة تحت الحمراء مما يؤدي الى زيادة حرارة الارض، ومن اهم هذه الغازات الملوثة غاز ثاني اوكسيد الكاربون والذي يشع من تطبيقات النقل وتوليد الكهرباء. ان التقليل من هذه الغازات يؤدي الى التقليل من الاعتماد على الطاقات غير المتجددة ويؤدي الى الحفاض على البيئة مما ينعكس على حياتنا وصحتنا ايجابا. لقد وضعت الامم المتحدة قانون كيوتو عام 1997 لتنظيم نسب اشعاع ثاني اوكسيد الكاربون والذ تم موافقة 178 دولة على هذا البروتكول.

ان سلطنة عمان من اكثر الدول محافظة على البيئة فاذا ما اخذنا التزايد والنمو والتوجه نحو مختلف الصناعات في عمان نجد ان التلوث الصناعي البيئي بتزايد والذي لابد من معالجته من خلال سن قوانين تنظم نسبة الاشعاع المقبول وفرض ضرائب على الصناعات التي تشع اكثر من الحد الطبيعي هذا من جانب، ومن جانب اخر استخدام الطاقات المتجددة يؤدي على تقليل هذه الاشعاعات والحفاظ على البيئة ودعم الاقتصاد عن طريق زيادة صادرات الطاقات غير المتجددة كالغاز والنفط.

ان الحفاظ على البيئة مسؤلية الجميع المواطن والدولة، اما المواطن فان على عاتقه الدور الكبير في الحفاض على نظافة البيئة وحفظ الطاقة واستخدام الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية في سخانات المياه والخلايا الشمسية في توليد الكهرباء وغيرها الكثير، اما الدولة فان التوجه لاستثمار الطاقات المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري من شانه ان يحافض على البيئة وينعش الاقتصاد، كما لابد من الاشارة الى ظرورة التشريعات في هذا الصدد وايضا لابد من توعية المجتمع في اتجاه الحفاض على البيئة.

هي دعوة للتعاون بين المواطن والدولة نحو استثمار امثل للطاقات المتجددة ونحو بيئة نظيفة في عمان.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights