خاطرة: صرير القلم…
الكاتبة : عائشة الحبسية.
حين يأبى القلم أن يصمت يصدر أصوات كصرير يخجل الاعلان عن تلك المشاعر , إلا عن طريق الكتابة فهي همسات الصوت الجريء بين القلب والعقل والقلم , التي تساعد على التعبير عندما يعجز اللسان نطقها بصوت مسموع وجريء ببراءة أحاسيسنا ومشاعرنا المكبوتة .
تظل تتصارع أعماقنا لا تعرف ما بداخلها إلى أن تجرفها الأمواج إلى صفحات الورق , وحتى يحين أنين القلم ينسج حروفا مبعثرة تكل كصدى أصوات الغضب , والحزن وتعثراته.
تحاول أن تجرف الأفكار أن تنهض بها تجعل تلك المشاعر معلنة حيث لا تعلم ثم تبقى جاثية بين السطور بالتفاصيل والألحان توازي العقل وكأن أوراق خريف تلعب مع الرياح تستنجد بالقلم لصناعة فكرة عن صياغة معنى عن كتابة جملة .
يستطيع القلم أن يعيد روح الحياة تجدد جذور الربيع تنمو فيه من خلال العبارات والمعاني من البدء حتى الخاتمة للوصول ما تشعر به .
للقلم صرير خافت لا يسمعه إلا من أتقن وأيقن الكتابة , عندما تزدحم المشاعر بالقلب ليبوح عنه.
فالكتابة هي الوسيلة الوحيدة المعبرة عن النفس ، والانسان مجموعة من المشاعر والأفكار والرؤى, ولكن ما أعرفه منذ فترة كنت أنثر همهمات الكتابة في فضاء الورق وبين السطور في كتابتها دون توقف أو ملل .
فالكتابة روح القلم نبض الحرف نص ينقل واقع الانسان من مكان لمكان آخر في فترة زمنية غير محسوسة ومتفاوتة ..
تحمل عبق الدرب أصوات شجية يسكبها فوق خطوط الصفحات مع نسمات الليل أنس في أن تراقصه .
فيتعالى خفق القلم بأصوات الكلمات في الداخل و تتنافر ،ثم تتطاول من خلف جدران الصمت وكأنما يريد أن يرى أمنيات تأتي بها من بعيد, وكفى قلم الكتاب مجداً ورفعة مدى الدهر فإن الله قد أقسم بالقلم .
سيحيى القلم شامخاً في خرائط ومدائن خفق مشاعرنا في رفعة هويتنا حروفاً في حنايا الجنان .
ها هو السر نبض القلب خفق الشعور شهقة العشق رسمة الحلم جمال الألوان ليكتب وبإسمه ينبض.
سرعان ما يكون قلمي بين أصبعي السبابة والابهام ينساب في الكتابة لتتصاعد تلقائياً وتغيب كل أصوات الحضور لتبقى ضحكات صامته تخطفني في عالم يخصني دون أسباب.
قد تكون شبه ثرثرة خواطر أو نصوص تبوح وتناظر وتعاتب وتشتكي تزلزل الفؤاد تبعثر أصوات نبض حول همسات الانتظار.
وكثيراً ما هممت أن أكتب بموضوع جمعت أطرافه ووضعت عناصره وتفاصيل أفكاره وألممت بمفرداته .
غير أنه يبقى القلم صديقي الوحيد يزدهر إشراقاً يحكي أصواتا وقصصاً تشعر بالسعادة فبات يشعر ما بي أكثر مني .