مذكرات الولد الشقي ج 3 .. (الضيوف)

فايل المطاعني
هناك عادات لا تستطيع إلا أن تذكرها لطرافتها أو لغرابتها .لذلك اليوم سوف أتحدث عن عاداتنا زمان عندما نستقبل الضيوف وحلقة اليوم بعنوان
(الضيوف)
الناس هم حاضنات لعاداتهم القبلية مهما بلغ الشخص من علم تبقى روح القبيلة متجسدة داخله.
من عاداتنا في الخليج العربي أن يأكل أفراد العائلة من صحن واحد ويجتمع عليه أفراد القبيلة ،وأهم وجبة عندنا هي وجبة الغداء ،ممنوع أن تتأخر على وجبة الغداء ،فهي تجمع أفراد العائلة على صحن واحد ،والحقيقة عندما كبرت وأصبح لدي عائلة لا زلت حريصا على أن نجتمع على الغداء وعلى صحن واحد ، لقد تربينا على ذلك
والآن إلى الحكاية:
كان بيتنا يستقبل الضيوف بحب واحترام وتقدير مهما كان وضع ذلك الضيف، دام أنك قد طرقت بابنا فهذا معناه أنك ستكون في موضع ترحيب .
ومن عاداتنا في تلك الأزمنة الماضية ،عندما يحضر الضيف مع عائلته نفرد له صدر البيت أي الصالة ونضع أمامه الطعام كاملًا سواء كانت ذبيحة لحم أم مجموعة من الدجاج.
طبعًا على حسب مكانة الزائر وقربه منا أو أنه قادم من مكان بعيد أو قادم من ولاية قريبة من ولايتنا وهكذا ،حدث ذات يوم أن جاءنا ضيوف من الوزن الثقيل يعني يأكلوا كل شيء ، وكانت العادة أن نضع الطعام كله مرة واحدة ويأكل الضيف ،ونحن ننتظر حتى ينتهي من الطعام ثم نأكل بعده ،طبعًا من مبدأ الكلام ،هذه العادة اختفت حاليًا، حدث أن الضيوف أكلوا الطعام ولم يتركوا لنا شيئا ،ونحن الأطفال كانت والدتي تقول لنا ،اصبروا حتى ينتهوا الضيوف من الأكل، وصبرنا ،وعندما أتى الصحن فارغًا ،غضبت ،غضبًا شديدًا وذهبت إلى هؤلاء الضيوف الثقلاء وقلت لهم: يا لكم من ضيوف ثقلاء لقد أكلتم الطعام كله ولم تتركوا لنا حتى العظام ، لقد خجل والدي من كلامي ،وأخذ يعتذر للضيوف الثقلاء ،وأنا أشعر بالانتصار لقد كنت أنتظر أن تنتهي والدتي من الطعام ،لقد كانت رائحته زكية جدًا ،وكنت أمني النفس بوجبة شهية ،ولكن جاء هؤلاء الضيوف وكلوا كل الطعام ،ومن تلك الحادثة ، أصبح والدي كلما يعزم أحد من أصدقائه أو الضيوف يعمل حساب لنا وحساب لضيوفه يا لها من فكرة لماذا لم تخطر على بال والدي ،لا أدري، المهم هؤلاء الضيوف عندما كبرت جئت لأخطب ابنتهم، رفضوني ،يا لهم من ناكري جميل فلا تزال رائحة طعام أمي في أياديهم . ولنا في الذكريات رمق حياة .