مهرة بنت محمد اليحيائية
شعورٌ يتنامى في أعماقنا،
ينمو بصمتٍ حتى يعجز القلب عن احتماله،
فينتهي بنا الحال… نحزن دون أن ندري،
نتألم دون أن نبوح.
في عتمة الليل، في هدوء الظلام،
حين تهبّ نسائم الريح على أرواحنا،
تتلامس المشاعر، وتنسكب على أوراقي،
أُمسك قلمي… لكن يعجز عن وصف الشوق.
انطفأت الشموع، وذبلت أوراق الشجر،
كم وصفتُ… وكم خذلتني كلماتي،
جمراً يسري في شراييني،
كأنه نبضٌ بلا دم، مجرد اشتياق حارق.
كم شكوت الليل في غيابكِ؟
كم سهرتُ على أمل وصلٍ لا يأتي؟
كتبت لكِ من حبال الأمل حروفًا،
لكن الحروف أبت أن تصلك.
هناك شموع تنتظر أن تشتعل،
هناك كلمات تختنق في صدري،
ربما تعجز روحي عن لقياكِ،
وربما تعجز عيناي عن رؤياكِ،
لكن قلبي…
قلبي لا ولن يعجز عن حبكِ.
صرتُ كالسفينة…
تغرق في بحركِ بلا شراع،
أطارد ظلالك،
وأراها تشتكي إليّ عنكِ،
تحكي لي عنكِ بصمتٍ موجع.
هناك شوق…
لا تقدر عليه الكلمات،
ولا يخفّف من وطأته الزمن.
نصبر على الصمت لأن بعض الآلام…
لا يُجدي فيها الكلام.
وها هو الاشتياق…
دمعةٌ تسيل،
وشمعةٌ تنطفئ،
وقلبٌ غارق في الحزن.
نضحك أمام الناس،
لكن أرواحنا تبكي في الخفاء.
تلك هي الأرواح التي أنهكها الحنين…
وأتعبها الغياب.
