2025م
Adsense
مقالات صحفية

أهكذا نكافئ أطفالنا ؟

  مريم بنت سليمان الجابرية

“هذا المنتج قد يؤثر على حركة وتركيز الطفل إذا استُخدم بشكل مفرط.”

تُكتب هذه العبارة بخط صغير، خلف منتج الأطفال! عبارة تحتاج إلى مجهر حتى نتمكن من قراءتها.

هل سيقرؤها الطفل قبل تناوله؟ قطعًا لا.

إنها مجرد إبراء ذمة من الشركة المنتجة، هذا إن وُضعت أصلًا.

في شهري شعبان ورمضان، نحتفل أولًا استعدادًا لرمضان، وثانيًا تكريمًا للأطفال الصائمين. يا له من تحفيز رائع لهم!

إن “القرنقشوه” عادة قديمة جدًّا.

قالت أمي: “كنا نحصل على التمر المغلي المجفف كمكافأة.”

أما عني، كجيل التسعينيات وما يسبقه، فقد حلت الحلويات البسيطة في زمننا مكان تلك التمور. لم تكن بذلك الكم الهائل الذي نراه اليوم. كانت أبسط، وكنا أكثر حركةً ونشاطًا.

اليوم! أثارني ما أرى!

أهكذا نكافئ أطفالنا؟ هل ندسّ لهم السم دون أن ندري؟

تتنافس الأمهات في المدارس والمنازل بتزيين الحلويات وجمع شتى الأنواع في كيس واحد…

 • هل نقرأ المكونات؟

 • هل نرى عدد السعرات؟

 • هل نحضر مجهرًا لنرى إن كانت العبارة أعلاه موجودة؟

 • هل نعلم آثار السكر والدهون على طفل ما زال ينمو؟

أي جيل سنخلق للمستقبل؟

هل يستطيع الطفل التحكم في تلك الكميات التي يتناولها؟

قريبتي قضت يومها التالي بعد “القرنقشوه” في المستشفى مع طفلها.

هل ضاع الهدف من “القرنقشوه” وأصبحنا نحول البهجة إلى مشكلة؟

والسؤال الأكبر: هل كل ما في أسواقنا مراقب وصالح للأكل؟

أرى أن المسؤولية تبدأ من رقابة جودة الطعام في الأسواق والتأكد من مصادره، ثم من المجتمع، الذي عليه ألا يفقد روح الاحتفالية، بل يترك تلك المنتجات السيئة حتى تبور في الأسواق، ويستبدلها بأخرى أصح.

أما عن الآباء، فاقرؤوا عن محتوى هذا الطعام أكثر.

واجعلوا أطفالكم يؤمنون بأنهم كلما ابتعدوا عنه، كانوا أكثر صحةً.

فهل سنعيد النظر في مكافآت أطفالنا؟

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights