الخواطر
قاموا بإطفائي ثم اشتكوا من ظلمتي
يوسف بن سالم بن علي الحميدي
كم هو غريب هذا العالم، حين يشعلون فيك نارًا من الأحلام ثم يطفئونها بأيديهم، وكأنهم يخشون الضوء الذي كنت تستعد لنثره حولهم.
لم أكن سوى شعلة من أمل، تضيء دروبهم، تحرق من أجلهم فتيل الأحزان، وتنسج لهم في العتمة قصائد من نور.
ولكنهم، بكل قسوة، نفخوا وهجي حتى انطفأت.
صرت رمادًا يحمله الريح، يتناثر في فضاء البعد والجفاء.
ثم، وبعد أن كبلوني بالعتمة التي خلقوها في صدري، وقفوا يشتكون من سواد أيامي.
كيف يلومونني على ما صنعوه؟
كيف يطالبونني بضياء وهم من أطفأوا النور في قلبي؟
لكنني، رغم ظلمهم، سأظل أبحث عن شعلة تعيد لي الحياة.
سأضيء نفسي بنفسي، ولن أترك لعتمة الخذلان أن تكون سيدة قلبي.
فإن كانوا قد أطفأوا نوري، فسيبقى داخلي لهيب لا يخبو، يكفي ليعيدني كما كنت وأقوى.