أدم -محمود الخصيبي
في قلب ولاية أدم، تظل الفروسية أعمق من مجرد رياضة، بل هي تجسيد أصيل للثقافة العمانية. في لقاء مع الشيخ محمود بن محمد بن سلطان المحروقي، تحدث عن مكانة الفروسية في ولاية أدم قائلاً: “الفروسية في أدم ليست مجرد تقليد، بل هي جزء لا يتجزأ من هويتنا وثقافتنا العمانية العريقة. نحن فخورون بالخيل العربية الأصيلة التي كانت وما زالت رمزًا للقوة والكرامة.” وأضاف المحروقي أن من أبرز الخيول التي كانت تشتهر بها الولاية “العبية” و”المصنة” و”كحيلة” و”دهيم”، وهي خيول فاخرة تمتاز بجمالها وأدائها المميز في المسابقات والمهرجانات ويملكها مشايخ واعيان ولاية أدم
يأتي مهرجان أدم للفروسية هذا العام ليكون ضمن احتفالات الذكرى الخامسة لتولي جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله – مقاليد الحكم، وهو ما أضاف بُعدًا خاصًا لهذا الحدث العظيم. ويُعد المهرجان من أبرز الفعاليات في المنطقة، حيث يسلط الضوء على جمال وقوة الخيول العمانية الأصيلة ويتيح الفرصة لمحبي الفروسية وأصحاب المرابط لتبادل الخبرات والتعرف على أحدث تقنيات تدريب الخيل.
تشمل فعاليات المهرجان هذا العام مجموعة من الأنشطة المتنوعة، مثل “ركض العرضة” الذي يُظهر مهارات الفروسية التقليدية، بالإضافة إلى “مهارات الخيل والفروسية” التي تتضمن شوطين لسباق الخيل التقليدي وسباق “البوني الترفيهي” . كما يتم تقديم عروض “الفن الشعبي” و”الشعر” التي تعكس التراث العماني، إلى جانب “الطيران الشراعي” الذي يضيف لمسة من الإثارة والحداثة للمهرجان.
يُعد هذا المهرجان أيضًا فرصة لتعريف الأجيال الجديدة بتاريخ الفروسية العريق، وتوفير منصة لهم لاكتشاف مهاراتهم في هذه الرياضة. كما تسعى ولاية أدم إلى ضمان استمرارية هذا التراث من خلال برامج تدريبية وورش عمل مخصصة للشباب، ودعم تأسيس مرابط جديدة تأهلهم ليكونوا فرسان المستقبل.
وتواصل ولاية أدم خططها المستقبلية لتطوير الفروسية على المستوى الدولي، عبر توسيع نطاق مهرجان الفروسية وتأسيس مراكز تدريب متخصصة، مما يعزز مكانتها كمركز رياضي رائد في السلطنة.
في ختام حديثه، دعا الشيخ محمود بن محمد بن سلطان المحروقي إلى الحفاظ على هذا التراث العريق، مؤكدًا على أهمية الخيل العربية الأصيلة في تعزيز الهوية العمانية. كما حث الشباب على الانخراط في رياضة الفروسية، لضمان نقل هذا الموروث الثمين للأجيال القادمة، ليظل حيًا ويُسهم في الحفاظ على الثقافة العمانية.