الأثنين: 6 يناير 2025م - العدد رقم 2375
Adsense
مقالات صحفية

عمان الدولة: قصة الإرادة والطموح

خوله كامل الكردي

في الثامن عشر من تشرين الثاني تخلصت عمان من سطوة المستعمر البرتغالي، تمكنت بإرادة شعبها وعزيمة مجاهديها الغر الميامين، صنع نصراً و دحر الغزاة وفتح صفحة مضيئة مكللة بالعز والحرية والكرامة في تاريخ الدولة العمانية، وتبدأ طموحها الكبير لتجعل دولتها دولة قوية منعة مترامية الأطراف، وضم مناطق لطالما حلم أهلها الانضواء تحت مظلة الدولة العمانية العادلة، وأن يكونوا جزءاً من تاريخ وحضارة عمان.
بدأت القصة وقتما نشطت الرحلات البحرية التي قام بها الرحالة البرتغالي الشهير فاسكو دي چاما حول رأس الرجاء الصالح، فبدأت أطماع البرتغاليين في الظهور وهو السيطرة على طريق التجارة العربي الذي كان يربط بين الهند وسواحل عمان والخليج حتى سواحل إفريقيا، وبتشجيع من دي چاما استولت البرتغال على زنجبار ومومباسا، وبذلك دارت رحى عجلة استعمار طويل جداً، امتدت إلى قرنين من الزمان، و زادت شهوة المستعمر فهاجمت السفن البرتغالية جزيرة سوقطرة اليمنية واستولت عليها في العام ١٥٠٦، ثم جنحت عينه على عمان فاستولى على مسقط عام ١٥٠٧، ثم أكمل سيطرته على عموم الساحل العماني.
مآرب المستعمر البرتغالي اتسعت لتشمل ساحل إفريقيا الشرقي والغربي والسواحل العمانية، لضمان سيطرته على طريق التجارة العربي الثري والحيوي بين الهند وعمان والخليج، ولأهداف تبشيرية، والاستفادة من البضائع المميزة التي كانت تحمل على متن السفن العربية القادمة من سواحل الهند، و الفائدة التي كان يجنيها العرب وخاصة العمانيين من خلال طرحها في الأسواق العربية و باقي العالم، حيث كان يتلهف لها التجار من شتى أصقاع العالم وذلك لندرتها وغلاء ثمنها، فالتوابل والبهارات والخيوط الملونة التي تشتهر بها الهند، من أهم الثروات التي كان يسيل لعاب المستعمر البرتغالي لها.
استمرت سطوة المستعمر البرتغالي فترة طويلة، وفي خلال تلك الفترة كانت قوة عربية يعربية عمانية أصيلة تنشأ في عمان بقيادة الإمام ناصر بن محمد اليعربي، الذي تمكن فيما بعد من طرد المحتل البرتغالي البغيض، والذي جثم على صدر العمانيين ردحاً من الزمن، حيث قاد رجالاً صالحين آمنوا بأهمية التخلص من المحتل الغريب وكنسه من تراب وطنهم الطاهر، فتوالت هجمات تلك الثلة المؤمنة على السفن والمستعمرات البرتغالية، وتحقق النصر وتم طرد المستعمر البرتغالي عن أرض عمان في الأعوام الممتدة بين ١٦٣٣-١٦٤٣-١٦٥٠، بفضل القائد الهمام القائد العماني العربي المخلص لدينه ووطنه وعروبته ناصر بن محمد اليعربي، وامتد النصر إلى دحر الغزاة من زنجبار وسوقطرة ومومباسا ليبدأ بزوغ فجر الإمبراطورية العمانية العتيدة.
وبعد وفاة ذاك البطل الشجاع خلفه ابن عمه سلطان بن سيف وأكمل ما بدأه ابن عمه ناصر بن مرشد، وطرد ما تبقى من المستعمرات البرتغالية، بعد معارك حقق فيها انتصارات باهرة، وبذلك حصلت سلطنة عمان على استقلالها من المستعمر البرتغالي، فأضحت ترف بثوب الحرية والأمان، فحفظ الله عمان وشعبها من كل مكروه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights