الأثنين: 6 يناير 2025م - العدد رقم 2375
Adsense
مقالات صحفية

لحظات لا تنسى

إبراهيم اليعقوبي

في هذه الحياة الجميلة والكون الواسع كل منا يعيش على طريقته، ويصنع له لحظات جميلة، ويسافر بخياله إلى روح الإبداع والجمال، وهدوء الطبيعة؛ يعبر عن سعادته وفرحته بالطريقة التي يراها، وبالعشق الذي يناسبه، ينسجم ويتأقلم ويستريح لتلك الطريقة والكيفية التي تسعده.

لكل منا في هذه الحياة لحظات وذكريات جميلة يحب أن يسترجعها، وأيضاً كلن منا يجب أن يخلق ويصنع جماليات متجددة في حياته باستمرار؛ حتى تبقى النفس بمزاج رائع وفكر منير وابتهاج ومرح؛ هذه الجماليات والسرور النفسي تبرمج في النفس والروح صفاء وسلام ونقاء يضيء أعماق تلك الروح، وعندما ترى كل شيء جميل؛ سيتولد لك حب الحياة، وحب الانطلاق والإبداع نحو مستقبل يرقى إلى النجاح، فصنع اللحظات الجميلة وغرسها في حياتك؛ سوف تساعدك في إظهار طاقاتك الدفينة والمكنونة في داخلك، سوف ترسم سعادة وتحولك من جمود وخمول وكسل إلى طاقة عمل وجهد وعطاء، واستمرار السعادة النفسية والتغيير من الروتين اليومي وفتح دروب جديدة في حياتك، وتسمح لنفسك لتحرك عجلة الحياة الطموحة.

اللحظات الجميلة التي تبقى دائمة ومستمرة في دائرة دورة حياتك ومن حولك؛ تجذب كل ما هو جديد ومتجدد، ويجلب السعادة؛ فلا تسمح وتدع شيء يعكر تلك الجماليات؛ فإنها فرحتك وسعادتك. استمتع واصنع لك خصوصية وقرار، وسد منيع يغلق كل من يحاول اختراق تلك المملكة السعيدة وتلك المشاعر السامية والعالية، ولا تهدم لحظة منها؛ فهي ملك لك تتمتع بحرية الاستجمام بها.
أنسَ وتناسى انكساراتك وإحباطاتك واستمر في محوها وتخطيها وكسر حواجزها، وابحر على قاربك الصغير الجميل الذي يحملك إلى جزر السعادة والجمال، إلى حيث تهيم الروح في أبداعات الخالق، في فن ونحت، وزخرف الحياة الجميلة، وبتكرار وإعادة جدولة نفسك بعمق؛ فستبقى دوماً أنت وغيرك مفتاح لكل جمالية، وتبقى تعشق الحياة بجنون.

كلما عشت لتساورك اللحظات الحالمة والمرحة؛ ستجد أنك في عالم آخر تعبر به كل جسر ممتد، وتشق كل صعب، وستحقق كل طموح كان في نظرك مستحيل، ستنسى كل إخفاق أو فشل؛ فأنت من يحرك ذاته ويصنع مكانه ويعطي لنفسه جرعة أمل.

إجعل هدفك دائماً هو صمام الأمان الذي تسحبه وينهي كل صعب، ويروي كل لهفة كانت عالقة بين جنبات حياته، في كل زاوية وكل ركن من حياتك يجب أن تكون مثمرة بالعطاء والازدهار. أهدي نفسك راحة وأمل وعطف وود، وانعش تلك الجوارح وتماسك مع كل لحظة ألم ومع كل لحظة وجع، اتركها ترحل مع منغصات الحياة وتمر مع نسمات الهواء، لا تتأرجح بين الألم والوجع؛ بل كن ذلك الجبل الصامد والشامخ في وجه الانكسارات والخذول. كن وتداً يعلق عليه كل الشدائد ويحمل كل أركان الزوايا المتبعثرة من مخيمات السلام، واهتف ونادي بصوت الأمل والهمة، ابهر وأصدم وفاجىء كل من حولك بصعودك وصمودك وتجددك المستمر الذي لا يعرف الكلل والملل. شيّد لتبني وتعمر وترسخ قواعد الثبات التي لا تتزعم ولا تزاح مع كل لحظة ضعف أو وهن؛ بل كن تلك العاصفة الهوجاء التي لا تتوقف حتى تزيل وتمسح كل سيّء وتبعد كل عائق، وكن أنت السحاب الذي يغطي تلك المساحة في حياتك وحياة الآخرين، واترك لكل من حولك بصمة الإبداع والأمل والإشراق.

سارع لزرع وغرس شجرة السلام التي تنمو وتزهر بثمار المحبة والمودة؛ فالحياة كفيلة وواسعة تغطي كل جمال وتضيف كل نور إذا أوقدت فيها مشعل الوفاء، حاول أن تكون أول نور يسبق الجميع؛ لينشر نوره في كل مكان، ويسكن كل روح، ويرمم كل الجراح.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights