الأثنين: 6 يناير 2025م - العدد رقم 2375
Adsense
مقالات صحفية

المفهوم الخاطئ للزواج من الخارج

  شريفة بنت راشد القطيطية

حسبُنا اليوم أن نقف على صفيح ساخن، وهاوية متعرجة، ولن يتسنّى لنا الخروج من أفكار سلبية توغلت بصورة همجية في عقول أكثر سذاجة وركوداً، المختلف منا يَبسط يداً ذات اكتفاء، ويُبدي نصحاً أو رأياً تحيط راياته المعقولة، كان القصد من زواج المواطن من خارج وطنه؛ العطف والرحمة وجبر الخواطر، وكان الأساس هو المودة والرحمة، بعكس ما أحيلت أوراق تلك الأفكار إلى المشنقة.

 كان لا بدّ أن يكون التعقل والحكمة هما سيدا الموقف، وأنتم تتخذون هذه الفكرة على أنها سلعة أو مكمل أو سد شهوة أو التقاط أنفاس بعد جوع، أو إبراز رخص العيش لدى تلك الدول التي يتزوجون منها، أو تطاول على ثقافة الشعوب وتحديات العصر لسوء المعيشة التي تدفع المرأة للتفكير بالرحيل هرباً من وضعها البائس، وخلق بلبلة متوسطة التعقل لتصل لاحتمالات لا يشملها النجاح، وتفرض الانتقادات التي لا تقبل القسمة على اثنين.

 يأتي الناصح بقوته ويحتال على الأعراف، ويهدم البيوت بحجة الراحة أو المتعة، ويأتون بالزوجات بغتةً، وممن لديهم الرغبة في بيع بناتهم أو سبي الصبايا والجواري كالزمن الغابر، وقلة من يفهم ماهية الزواج والغرض منه، ليبقى على دراية لأمر الله والمعاملة حسب تعاليم الدين الإسلامي، والتريث والتعقل والدراسة الجادة لتحقيق العدل والأمان، وبناء تواصل شامل بينه وبين أسرته، وتجنب التوغل في سياسات الدول، كونه فرد من عائلة الوطن.

  للأسف، كثرت الصراعات والهمجية والتحليل المعربد لمفهوم الزواج من خارج الوطن، وكثر التباهي بقلة مهورهن، وأصبح كل رجل ينصح الآخر بالخوض في التجربة، وزادت نسبة الطلاق وهدم البيوت، وبالمقابل، زادت المفاهيم الخاطئة، وتحول القرار إلى توبيخ لبنات الوطن وتنكيلاً بأولياء الأمور، وتولى زواج الأجانب صدارة العبث بكل القيم والأعراف، وأصبح الرجل المتزوج والمستقر يأخذه الفضول، ويتزوج ويفتح بيتاً آخر ويضرب عرض الحائط بأسرته وأولاده، وصار المفهوم الخاطئ يُضرب به المثل للبطولات النرجسية، ويهمل حياته ويتخذ من عقليته أماكن مهجورة ليلهو بها بدون قدسية لمعنى الارتباط؛ بمعنى أن أي خطأ ترتكبه الزوجة، فإن زوجها يطلقها ليتزوج امرأة غيرها.

 أيّ عرف هذا؟ ومن ولّاكم الحق في كتابة مصير الناس على أنهن سلع تباع وتشترى بحجة أنهن فقراء ومحتاجات للعيش؟ وأنتم تعودون لزمن السبايا والجواري بحجة العقد المبرم بمهر زهيد، وتقترفون فروقات هائلة من الثقافة والحريات والتعلق بمصادر التمدن والتطور وضربها بعدد كسريّ، لا نتيجة صحيحة له، ولا دخل ثابت للتعامل بين الطرفين من الأمان والاستقرار.

 فكرة الزواج لا نختلف عليها، ولكن طريقته ومفهومه الخاطئ حوّل الأمر للهمجية، وكثرة التباهي وكأنهم في ملاهٍ ليلية يقضون فيها بعض الوقت، ويضربون بالأعراف والقيم الإسلامية عرض الحائط، ويتشبهون بعيشة البهائم، ويذلون أنفسهم من أجل متعة، ويرصدون قذارة لعقولهم من أجل فكرة خاطئة لم يَحسب لها تخطيط لحياة نزيهة، وأكثر كرامة، وتشبثاً بالعقل والمنطق.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights