نشأة وتاريخ السياحة في سلطنة عُمان بإدارة وطنية عُمانية
سليمان بن سعيد بن زهران العبري.
لقد بدأ الاهتمام بالقطاع السياحي بإدارات أجنبية خلال الثلاثة عقود الأولى للنهضة العُمانية منذ ١٩٧٠ وحتى بدايات الألفية الجديدة، وفي عام ٢٠٠٤ صدر المرسوم السلطاني بإنشاء وزارة السياحة كإنطلاقة رسمية بالقطاع السياحي في سلطنة عُمان، وبدأت الأنشطة السياحية والخدمات تتوفر تدريجياً؛ ولكن وللأسف الشديد بشركات ومؤسسات سياحية معظم إدارتها والعاملين فيها غير عُمانيين، والقليل جداً من أبناء الوطن من بادر ليؤسس خدمات سياحية بنفسه دون الاستعانة بأجانب، والحق يقال وكلمة للتاريخ السياحي في سلطنة عُمان، أن (بيت الصفاة التراثي السياحي بولاية الحمراء) افتتح في عام ٢٠٠٥ كأول مشروع سياحي عُماني بنسبة ١٠٠٪، بإدارة عُمانية، وجميع العاملين عمانيون حتى يومنا هذا، وقد مضى حوالي ربع قرن من الزمان مفتوحاً كوجهة سياحية عالمية، تعبر عن الحياة العمانية الأصيلة وتراثها العريق. تتوافد المجموعات والأفراد من شتى دول العالم حتى أصبح بيت الصفاة بولاية الحمراء أيقونة السياحة ومن أهم الوجهات، بإعتبار أن بيت الصفاة ليس فقط وجهة سياحية وبيت تراثي؛ إنما هو قصر من القصور الأثرية القديمة منذ مئات السنين من عصر دولة اليعاربة، ويتميز بضخامة بنيانه وعلو أسقفه، والزخرفة والنقوش على الجدران والأسقف والأبواب، والأهم من ذلك أن له أهمية سياسية؛ فقد كان مقر ومركز الزعامة والمشيخة زمن الأئمة والسلاطين قديماً، وكان به أكبر كنز من الوثائق القديمة والمخطوطات التي تزيد عن ستة آلاف وثيقة، معظمها مخاطبات مع أئمة وسلاطين عُمان، وعلماء وزعماء وشيوخ القبائل العُمانية، والكثير من المعلومات والقصص التي تحكي تاريخ بيت الصفاة العريق.
فهو فريد من نوعه من جميع النواحي، ولا يزال شامخاً حتى اليوم ويستقبل الزوار، وكل من يزوره يعبر عن الإعجاب والانبهار، والشكر والتقدير لمن كان السبب في المحافظة عليه وعمل منذ ٢٠٠٤ حتى اليوم؛ ليبقى شامخاً صامداً، بتشجيع من الأهل والأقارب وتعاون الجميع.
نعم، إنه بيت الصفاة التراثي السياحي بولاية الحمراء، الذي كتب عنه الكثيرون، ونشر عنه الإعلاميون والصحفيون، وأقيمت فيه الملتقيات الدولية والفعاليات المتنوعة، منذ عام ٢٠٠٤ حتى اليوم كأول معلم سياحي تراثي وبإدارة عُمانية ١٠٠٪، وهذا من فضل الله وكرمه، وبإذن الله تعالى سيستمر شاهداً شامخاً للأجيال المتعاقبة.