القوى الخفية حليف الشيطان
راشد بن حميد الراشدي
عضو جمعية الصحفيين العمانية
تتلاعب بالعالم اليوم قوى خفية من خلال خيوط تلك الشبكة اللعينة التي ألقتها على رقاب أمتنا العربية والإسلامية، وبلعبة الكراسي المتحركة يخرج من يخرج لأمد وضعته تلك القوى، وليقبع فيه من يقبع، ثم يزال ملكه الطاغي ليخلفه آخر يعيد نفس اللعبة، غير آبهين بحياة الشعوب ومصيرها ودماء أبنائها؛ وذلك كله من أجل مصالحهم الشخصية وطموحاتهم الشيطانية وخططهم الجهنمية الآثمة، فهم في تعاملهم ثعالب ماكرة تلعب بكرة المكر والغدر أكثر من قوة السلاح والمواجهة، ومنذ زمن بعيد وتُعد الخطط تلو الخطط لدحر الشعوب والاستيلاء على منابع الثروات، وخاصة النفط والغاز والمعادن الثمينة.
فالقوى الخفية تدس السم في غذاء الشعوب ليتقاتل الجميع من أجل مصلحتها، وتعيش هي على امتصاص دماء الشعوب وخيرات بلادها بعمالة خائنة زرعتها، وتعزل متى ما أرادت التخلص منها.
هذه هي حقيقة القوى الخفية محور الشر والشيطان الأكبر الذي يعيث في الأرض فساداً وتقتيلاً في حروب أبدية فرضتها من خلال الطائفية والمذهبية والعصبة القبيلية والشعبوية؛ فقسّمت الدول إلى دويلات متناحرة، وحكمت الدويلات عن طريق الولاءات والانتماءات وأجهشت على كل شيء جميل، وعلى كل من طالب بحقه وأرضه وعرضه لترديه ضحية لقول الحق بفعال الخونة والمرتزقة صريعاً بين أتون دهراً لا يرحم الصغير ولا الضعيف، ولا القوي مهما بلغت مقاومته؛ فالقوى الخفية موجودة في كل مكان ترعى وجودها وخوفاً على مصالحها وحلفائها وعملائها.
القوى الخفية هي محور الشر الذي يجب أن يواجهه العالم بأسره بعد أن قويت شوكته وبانت خبائثه وعظمت فعاله في إبادة الشعوب وظلم البشرية جمعاء، فلا حل لمواجهته سوى بالقوة وحمل السلاح وتأمين الثغور من الخونة والمفسدين والعودة إلى الله وإلى الدين الإسلامي القويم، والأخذ بالأسباب، واتقاء شرور الخبثاء ودسائس الشيطان، فعندها ستنتصر الأمم على تلك القوى الخفية، وسيخزيهم الله وينصر الأمم من طواغيت الظلام والدمار والخراب، وسيسود العدل الأرض، وتسود المساواة بين الناس في كل الأزمان؛ لنعبر مرحلة الهزيمة والخذلان.
القوى الخفية اليوم طال مقامها وعظمت فعالها وخبث عملها؛ فليس لها مجال بين بني البشر، فما رأيناه عبر سنين الحياة خير دليل على مقاصدها فلنبرأ منها، ولنعيد حساباتنا فلقد بلغ السيل الزبى وانتهى عصر القوى الخفية بانتفاضة البشر وانفضاح أفعالهم ونواياهم وخططهم القادمة نحو حكم البشر.
لقد فعلها جبناء العالم اليوم من الصهاينة الغادرين تدعمهم تلك القوى الخفية، وبأيدي أبناء الأوطان في قلب الأمور لمصالحهم؛ بهدف تحقيق تحقيق مآربهم وتحجيم دور الشعوب في الدفاع عن حقوقهم وأوطانهم، لكن إلى أين المسير والشيطان حليف تلك القوى الصهيونية الخفية، وما هو المستقبل والسيناريو القادم القاتم لعالم متغير وايدليوجيات متعددة؟؟!!
كل تلك التساؤلات ستجيب عنها الأيام والسنين القادمة، والغلبة لله في كل أمر؛ فمتى تستيقظ أمتي وتنفك من حبائل الشيطان ومكائده الخفية!!!