18 نوفمبر المجيد: العيد الوطني لسلطنة عمان – تاريخ من الأمجاد، وحاضرٌ يعانق المستقبل
ناصر بن خميس السويدي
في كل عام، في 18 نوفمبر، تتزين سلطنة عمان بألوان الفخر والاعتزاز، حيث يحتفل العمانيون بيوم العيد الوطني المجيد، ذكرى ولادة النهضة العمانية التي تجسدت بفضل القيادة الحكيمة، وبدأت في رسم مسار جديد لهذا الوطن الأبيّ. هذا اليوم لا يمثّل مجرد تاريخ في تقويم عمان، بل هو ذكرى لمرحلة مفصلية من التحول والتطور الشامل في كافة المجالات، منذ أن تولّى السلطان الراحل قابوس بن سعيد (طيّب الله ثراه) مقاليد الحكم في عام 1970، وهو يحمل في قلبه رؤيةً لنهضة شاملة.
*مسيرة النهضة: من قابوس إلى هيثم*
عندما نتحدث عن 18 نوفمبر، نروي قصة أمّة تجددت بطموحات شعبها وقيادتها. انطلقت مسيرة النهضة الحديثة تحت قيادة السلطان قابوس، الذي بدأ بخطوات شجاعة نحو بناء دولة عصرية تستند إلى إرثٍ حضاريّ عريق. وقد واصل السلطان هيثم بن طارق النهج ذاته، واضعاً رؤية “عُمان 2040” نصب عينيه، ليقود عُمان إلى آفاق جديدة من التطور والازدهار.
*أفراح الوطن: أهازيج العيد الوطني*
في العيد الوطني، تعيش عمان أجواءً مفعمة بالحب والولاء للوطن. الشوارع تتزين بأعلام السلطنة، والأضواء البراّقة تُضفي سحراً خاصاً على كل زاوية. تسمع أصوات الأهازيج الشعبية والموسيقى العمانية التقليدية تعلو من كل مكان، والأطفال يرددون الأناشيد الوطنية بفرح غامر، مرتدين الملابس التقليدية التي تعبق بتراث الأجداد.
*ملامح التطور في عمان: نهضة شاملة*
من البنية التحتية المتطورة إلى المشاريع العملاقة، يعكس العيد الوطنيّ الإنجازات المتلاحقة التي حققتها السلطنة، من ميناء الدقم الذي أصبح وجهة استثمارية عالمية، إلى الطريق السريع الذي يربط شمال عمان بجنوبها، نجد كل مشروع يُظهر مدى تقدم البلاد. في مجال التعليم، حققت عمان قفزات كبيرة، وأصبحت جامعاتها ومعاهدها مكاناً لتخريج أجيال جديدة تساهم في بناء المستقبل.
*الاحتفالات الوطنية: تلاحم الشعب والقادة*
في هذا اليوم، تتجلى روح الوحدة الوطنية بين الشعب وقيادته. يُقام العرض العسكري السنوي، حيث تصطفّ القوات المسلحة والشرطة في مشهد مهيب يعكس قوة الجيش العمانيّ وانتمائه العميق للوطن. كما تشهد الولايات المختلفة في السلطنة احتفالات متنوعة، تشمل عروض الألعاب النارية، والأنشطة التراثية، وسباقات الخيل والهجن.
*نحو المستقبل: رؤية عمان الطموحة*
إن العيد الوطني ليس مجرد ذكرى، بل هو موعد مع المستقبل، حيث تتطلع السلطنة إلى تحقيق رؤيتها الطموحة لعام 2040. من تعزيز الاقتصاد المستدام، إلى دعم الابتكار الرقميّ، تواصل عمان السير نحو مستقبل مزدهر يقوم على التوازن بين التراث والحداثة. هذه الرؤية تشمل تمكين الشباب، وتطوير السياحة، والاهتمام بالبيئة، في إطار خطط استراتيجية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة.
*رسالة حب ووفاء*
في هذا اليوم، يُجدد كل عمانيّ العهد على مواصلة البناء والعمل من أجل رفعة هذا الوطن العزيز. الأعلام ترفرف في كل بيت، والأبناء يرددون بكل فخر: “عمان المجد، عمان الأمان”. العيد الوطني هو فرصة للتأمّل في ماضي عُمان المشرق، والاحتفاء بحاضرها المليء بالتقدم، وتخيّل مستقبلها الذي يصنعه شعبها بيديه.
ختاماً، يبقى 18 نوفمبر رمزاً لأمجاد عمان وتاريخها العريق. هو يوم نستذكر فيه الماضي بكل فخر، ونحتفل فيه بالحاضر، ونرسم فيه ملامح مستقبل ناصع لوطن عشقناه في كل لحظة وكل ذكرى.