ثم ماذا؟
غنية السعدية
خط بقلمه خطاباً لينحتهُ على مسامع شعبه، والقى ببذرة بين حبات الرمال لتغوص بينها، من ثم تعلو على سطح التربة لتقول؛ أنا هنا..
١٩٧٠ م قدم هذا الحكيم ليشمر عن ساعديه ويعطي هذهِ الأرض قدر ما استطاع من طاقته، أفنى عمره وهو يبني حياة مختلفة عن ما عهدتهُ سلطنة عُمان قبل ذلك. بحكمة استطاع أن يمسك بمجدافه بكل قوة وثقة رغم الظروف المحيطة به، وعبر بها نحو بر الأمان، كما أنه أنشأ جيل يعتمد على نفسه قادراً أن يتحدى الصعاب، وأن هب البراد تشاركوا فنجان قهوتهم سوياً وتبادلوا أطراف الحديث، وقمر يضيء لهم ظلام الليل..
تجدهم باختلافاتهم إلا أنهم جنباً لجنب في الضحكة و الدمعة.
ثم ماذا؟
ثم أنك أيها الحكيم رغم رحيلك لا زلت بيننا.. بين ضحكة الطفل ونظرة الشاب وأحاديث الشيخ الكبير ..
لست ذكرى مخلدة فقط؛ بل أنت هنا.. المبدأ الذي سعيت لأجله نفذ بكل حب وفخر..
ثم ماذا نرد على العالم الذي يشهد قطاف ثمار البذرة التي زرعتها منذ وطأت قدميك هذه الأرض الطيبة؟ الموقف يتحدث عن نفسه ليشهد العالم من هو ابن سعيد الذي خلف جيل يفتخر بهِ؛ إنه قابوس عُمان…