2014
Adsense
مقالات صحفية

جوارحك.. تعبير أفكارك

إبراهيم اليعقوبي

سنبحر في هذا الجسد العجيب الذي خلقه الله باتقان وابداع، ووضع فيه من الأسرار والدقة ليرينا قدرته وخلقه، وتحدى فيه كل البشر في صنعه وعظمته وتصميمه سبحانه وتعالى؛ فجعل الجوارح تنطق بما يدور في أذهاننا وعقولنا، وتعبر بكل حرية عما تكنه تلك القلوب وتخفيه بين حناياها، فلو نظرنا إلى وجه الإنسان عندما يغضب، ماذا تقرأ على تعابير وجهه، أو ماذا يظهر، وكيف تعرف أنه غاضب؟ ستعرف عندما يظهر على وجهه الإحمرار وتراه عابساً وترى تلك الخطوط على الجبين، تلك إحدى التعابير، أو واحدة من تلك التعابير، وأيضاً عندما يبدأ بإعطاء تلك الإشارات بيده تعبر عن مواقف وكلمات شتى، وعبارات السعادة ترى الوجه مبتهج والابتسامة تملأ الفم، وعند الخجل احمرار كثير في الوجه وهكذا.
فإذن تلك الجوارح تنطق وتعبر عن افكارنا الدفينة، وتخرج من أعماقنا، وتشرح أحاسيسنا دون أن نتكلم؛ فهي دللات تجعلنا نفسر ونكتشف الآخرين ونغوص في أعماقهم بمجرد النظر إليهم، ونستشف ما يدور في خواطرهم، لأن بعض البشر لهم خصوصية في البوح بما يشعرون ويتحفظون على مشاعرهم، ويعتبرونها خصوصية لا يمكن الاطلاع عليها للكل، وهذا حقهم ولكن، يجب أن ندرك أن الكتمان للمشاعر أيضاً قد يسبب ضرراً على الجسد والروح وإخفاء المشاعر وخاصة المؤلمة، فكبتها للحقيقة قد يؤثر على المدى الطويل للجسد، فانتبه وحاول التعبير والتفريغ كلما احتجت لذلك لمن تثق به ويحفظ أسرارك وتؤمنه على مشاعرك؛ حتى تبقى في اتزان مع نفسك وحياتك والآخرين تعيش لتعطي وتأخذ ما هو جديد، وتزهر في كل حين، وتوزع عبقك وعطرك لكل من يحتاج، وتنقل وتحول كل لحظة منكسرة إلى لحظة أمل وتحدي وجمال، وتنسى كل تعكر،
فأنت هنا في هذه الدنيا خلقت لتبني وتزرع وتثمر بالجود والخير، وتقدم الكثير من الإنجازات وتحيي كل جسد هزه الإحباط وغرس اليأس سيفه ورحلت أحلامه وودعته ضحكته، ولكن جئت أنت وأسندته وزرعت فيه بذور الأمل من جديد بحكمتك ودعمك وسندك وتحفيزك.
نصيحة أخيرة، لا تقطع ولا تقف جنباً مستريح إذا وجدت من يحتاج إليك؛ بل أرمي إليه حبل النجاة واسحبه وانتشله من غرقه لتصعد أنت وهو إلى أعالي الجبال والقمم، وتنقذه من غفلة كادت أن تحطم حياته وتأسر أفكاره. وأخيرا أنت وأنا جنباً إلى جنب نحيا جميعاً لنسعد وننجز فكن مستعدا.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights